============================================================
البفدادى، يحتج لهم حتى تقرم حجتهم على الله، ويثبت عذرهم فى نقض العهد والكفر ، وتحريف القول والخيانة.
ونحن نحتج لله، عز وجل، ونزودهم عن قوله؛ لعلا يكون للناس على الله حجة هو) بعد الرسل، واهبرة المفترية (على الله، جل ثناؤه، يطلبون إبطال قوله: (قلأ مكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) (1)، وتكون الحجة لهم على الله، بدورون فى كسر هذه الآية، ويحتالون على فسادها بكل حيلة، ( وتمابى الله الأ أن يقم نوره وكوكرة الكاهرون(2).
فانظر اى الفريقين يحتج لله، عزوجل، ومن الذى يحتج عليه، ويلزمه خطا الكفار، ويسند إليه أنه لولا ما أقسى (2) به قلوبهم، لسلموا من النار، ونجوا من العقوبةا سبحان الله العظيم، ما أقبح هذا القول، وأشنع هذا من مذهب قوم، يسمعون القرآن ويقرون به، أنه من عند الله، عز وجل، ثم يكون هذا دفعهم عن الكفار، ونفيهم العيب عن جيع العصياة، والزامهم العيب والجور لربهم، عز وجل عن ذلك وتعالى.
الا ترى كيف قال فى القوم الذين اراهم آيته، ليومنوا به، فلم تزدهم تلك الآيات إلا تجاهلا وتعاميا ، حتى صاروا بذلك الفعل إلى ما نسبهم الله، عز وجل، اليه، حيث يقول: قم قست قلويكم من بعد ذلك فهي كمالحجارة أو أشد قسرة وان من الحجارة لما يحجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق ليخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله(1).
افلا ترى ان قسوة القلوب، إما هى بعد ما رأوا الآيات، وبان لهم الحق، وأنهم هم الذين أقوا قلوب انفهم، لا هو، عز وجل، إنما سماهم بما فعلوا واختاروا، وضرب لهم المثل العظيم فى الحجارة، أنها الين من قلوبهم القاسية، التى أقسوها عن الله، عز وجل، عدوانا وظلما، وحمية وعصبية على الكفر.
(1) ورة الناء: الأية 160.
(2) ورة التوبة : الآمة 32 وفى الأصل: وهاها.
(4) ورة البقرة : الأية 74.
Halaman 172