الكتاب عليك فرضه ولا فى سنة النبي صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى أثره ، فكل علمه إلى الله سبحانه ، فإن ذلك منتهى حق الله عليك. واعلم أن الراسخين فى العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب ، الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب (1) فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلك فتكون من الهالكين : هو القادر الذى إذا ارتمت الأوهام لتدرك منقطع قدرته (2) وحاول الفكر المبرأ من خطرات الوساوس أن يقع عليه فى عميقات غيوب ملكوته (3) وتولهت القلوب إليه (4) لتجرى فى كيفية صفاته (5) وغمضت مداخل العقول فى حيث لا تبلغه الصفات لتناول علم ذاته (6) ردعها وهى تجوب مهاوى سدف الغيوب (7) متخلصة إليه ، سبحانه ، فرجعت
Halaman 161