أما اليونان فكانوا أكثر شعوب حوض المتوسط، تأثرا بالمصريين، وبالعبادات المصرية، وقد اقترنت عبادة «هرمس» بعبادة «آمين» المصري، وهنا لا مندوحة من الوقوف مع الحكمة القرآنية، التي استدعت ربط المصريين أصحاب الأهرام والمسلات، بعاد ذات الإرم والعماد، وقول الآيات:
ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد (الفجر: 6-10). ولنلحظ: الذين جابوا الصخر بالواد، وذي الأوتاد أو الأعمدة.
وإذا كانت القرية المرافقة لسدوم بالتوراة تسمى «عمورة» فإن حرفي العين والهمزة يتبادلان، فتصبح «عمورة» «أمورة»، وبالقلب تنطق «أرموه» أو «أرماو» وفي ذلك تذكرة ببلدة «أرماو» التي ذكرها بطليموس أو «إرم» التي ذكرها القرآن الكريم.
أما آخر شواهدنا على علاقة النبي إبراهيم باليمن، فهو تسمية القرآن الكريم لأبيه باسم «آزر»، وقد علمنا مخالفة التوراة ذلك، بالقول إنه إبراهيم بن تارح، وتفيدنا أبحاث الآثاري «كانالكيس» أحد أهم الأركيولوجيين، في آثاريات اليمن القديم، أن أهم الأسر التي قامت بالوظيفة الدينية، وذكرتها النقوش هناك أسرة تحمل اسم «حذفر»، ونظن «حذفر» هي الأصل في «آزر»، وربما سقط حرف «ف» بالتخفيف بمرور الزمن، كما نجد عنده أيضا أن كبار رجال الدين كانوا يحملون لقب «ذو خليل».
22
وإذا كان «كانالكيس» لم يلحظ العلاقة بين هذه الأسماء وبين النبي إبراهيم، بحسبانه جميع قصص التوراة تدور في فلسطين، فلسنا هنا بحاجة للتذكير بصفة النبي إبراهيم عليه السلام في التوراة وفي القرآن «الخليل»، مما يشير إلى علاقة النبي إبراهيم بالوظيفة الدينية الأساسية في اليمن القديم.
ثم نجد في نصوص يمنية أخرى عبادة الإله باسم «ها-رحيم»، وقد ورد في النصوص السبئية بشكل متواتر، كما ورد أيضا باسم «الرحمن»،
23
وفي ذات النصوص تأكد العثور على اصطلاح «حنيف» عدة مرات،
24
Halaman tidak diketahui