ومن هنا كان شكنا في الترجمة العربية للتوراة العبرية، وعدنا نبحث مدى مصداقية هذه الترجمة، وتحول الشك يقينا، عندما تأكد أنه ليس في الأصل العبري أية «أور كلدانيين»، إنما كانت هناك «أور كسديم»
3
وهي ما لا يمكن ترجمتها بحال إلى «أور الكلدانيين»، ويجب أن تظل كما هي «أوركسديم» ونبحث عن معناها الصادق، وهو ما يلتقي تماما مع فرضنا الذي ذهبنا إليه، وإلى قارئي عناصر هذا اللقاء الحميم، وربما المذهل!
أولا:
لنقف قليلا مع الاسم «أرفكشد بن سام بن نوح» جد النبي إبراهيم، الذي وضع بين يدي وصلات الأمر المبعثر، فإذا كانت الفاء تختلط بالباء، وتتبادل معها في اللسان القديم «وحتى اليوم»، وإذا كان حرف «ش» يتبادل مع حرف «س» في اللغات السامية وكثير من اللغات الأخرى، فإن الاسم «أرفكشد» ينطق أيضا - نطقا صحيحا تماما - «أربكسد».
والمنطقة الواقعة جغرافيا بين جبال أرارات الأرمينية، وبين بلاد الحور كانت تعرف باسم «آرابخيتيس»، وتعرف حاليا باسم «البك»، وبعلمنا أن لسان هذه المنطقة هندوأوروبي، فإنه بحذف التصريف الاسمي «الياء والسين الأخيرة» في كلمة «آرابخيتيس» تصبح «أرابخسد»، وبتبادل حرف «ك» مع حرف «خ» في اللسانين السامي والهندوأوروبي، فإنه يسوغ لنا القول دون تردد: إن «أرابخسد» هي ذات التسمية «أربكسد» وعينها.
ثانيا:
مع ما نعرفه عن الخاصية التوراتية، في تسمية البلدان بأسماء الأبطال، فإن اسم المنطقة «أربكسد» يلتقي تماما مع بطل من أبطال التوراة، هو «أربكسد» أو «أرفخشد» بن سام بن نوح، جد النبي إبراهيم،
4
ولا نعتقد أننا مخطئون إن احتسبنا منطقة «ربكسد» هي المعنية في التوراة ب «أور الكلدانيين»، التي هي في الأصل العبري «أوركسديم»، و«كسديم» جمع عبري للمفرد «كسد»، فهي «أوركسد» أو «أوربكسد» أو «أربكسد».
Halaman tidak diketahui