جعفر بن محمد بن شرف، صاحب الأوضاع في جميع الأنواع؛ ومنها: كتاب الزمان. عارض به كتاب كليلة ودمنة؛ وكتابه عقيل وعليم؛ وكتابه في النحو، على طريق البرهان؛ وكتابه في العروض، كشف بع عن دقائق لم يسبق إليها العروضيون. ومن النوادر جدا جدول جعله صفحة واحدة، كأنه صفحة من الزيج، يتضمن استخراج ما سئل عنه من أبيات الأعاريض كلها، سهلة كانت أو صعبة ومنها: رسالته في اللعب باللعبة التي تسمى فريسيا أي ملكة اللعب، يلعب بها كما يلعب بالشطرنج، وهي من غرائب الدهر؛ إلى غير ذلك من علمه المشهور، عند الخاصة والجمهور.
وبسندنا إلى أبي عبد الله محمد بن شرف قال: أكثر ما يكون توارد الخواطر ووقوع الاتفاق وما يقاربه، إذا طلب الشاعران أو الناثران معنى واحدا في قافية واحدة أو سجع واحد:
أمرني السلطان المعز بن باديس وأمر الحسن بن رشيق في وقت واحد أن نعمل شعرا في الموز على قافية الغين، فصنعنا للوقت، ولم يقف أحدنا على صنعة الآخر، فقلت:
يا حبَّذا الموزُ وإسعادُه ... من قبل أن يَمضُغَه الماضغُ
لاَنَ إلى أن لا مَجَسّ له ... فالفمُ ملآنٌ به فارغُ
سيّاِن قُلنا مأكلٌ طيّبٌ ... فيه وإلا مشربٌ سائغُ
1 / 67