والمليح البديع من هذه القطعة قوله:
سَرى البرقُ من نَعمان يُخبر أنّه ... سَيشفى بكم من كان بالأمس يَنْعَم
فيه من صنعة البديع المقابلة، وهي مقابلة سيشفى بينعم. ومن مليحها قوله:
رحلتم فذها اللّيل فيكُم فلم يعد ... إلىّ سِواهُ فيكُم إذ رحلّتُمُ
وهو من أبيات المعاني التي يسأل عنها، ويفهم معناه من قوله: فلم يعد إلى سواه، لأنه لا يعود سوى الليل الماضي، وهو الليل المستقبل، إلا بعد صبح يفصل بينهما، ولا فاصل عنده بعد فرقة أحبابه؛ لأن الأيام جميعها عنده
صارت مظلمة لبعد أحبابه؛ فما دامت الفرقة مستمرة، كانت الظلمة مستقرة.
ومن بدائع هذا الشاعر قوله:
سلَّم إذ مرَّ ولي هَّمةٌ ... تَسْتَنْزل الأقمارَ والأنجمَا
تَظْمَا ولا تَروي ولو أنني ... ألثمتها وجْنَتَه والفَما
فقلت للنّفس وقد أزْمعت ... أن ترد السُّلوان خوف الظَّما
هذا كثيرٌ فأشكري وأحمَدي ... فكيف لو مَرَّ وما سلَّما
1 / 47