لأوسَعتنَي قولًا وطولًا كلاهما ... يُطوِّق أعناقًا ويُخرس ألْسُنا
وشَرَّفتني من قطعةِ الرَّوض بالتَّي ... تَنَاثر فيها الطّبعُ وردًا وسُوسنا
تروقُ بجيدِ المُلك مُرصَّعا ... وتُزْهَى على عِطفَيه وشيًا مُفَنَّنا
فدُم هكذاَ يا فارس الدَّست والوغى ... لتَطعن طورًا بالكلام وبالقَنا
قوله للسناء وللسنا. السناء، بالمد: المجد والشرف. والسنا، مقصور: الضوء، قال الله العظيم: (يَكَادُ سَنَا بَرقِه يَذْهَبُ بالأبْصَار).
وقوله وأذني وكفى بالغناء وبالغنى الغناء، بالمد: الصوت. قاله اللغويون، فيما أنشدنيه اللغوي النحوي القاضي العدل أبو الحسن علي بن أحمد الأميي:
غِناءُ الصَّوت ممدودٌ ... بما يستجلبُ الطّربُ
وكلُّ غنى فمقصورٌ ... كذا نطقت به العربُ
والغنى: ضد الفقر، ومنه قول رسول الله ﷺ: ليس الغنى عن كثرة العرض: بفتح العين والراء، يعني كثرة المال والمتاع، وسمى عرضا، لأنه عارض يعرض وقتًا، ثم يزول ويفنى. ومنه قوله أيضًا: خير الصدقة ما كان عن ظهر غني. قيل معناه: الصدقة بالفضل عن قوت عيالهم وحاجتهم. ويقويه قول الله ﷿: (ويسألونَك ماذا يُنفقون قل العفو). قيل: الفضل عن أهلك.
1 / 40