وأما قول الله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب}(1)، فلا يمكن أن يحمل الصعود فيه على الحقيقي إطلاقا؛ وذلك لأن الكلام صوت، وهو لا يرتفع إلى السماء ارتفاعا حقيقيا كما يعرفه كل عاقل، ولو ادعى مدع ارتفاع الصوت إلى السماء لارتفع كل صوت ولم يكن هناك فرق بين الطيب وغير الطيب، ويؤيد ذلك ان هناك دراسات حديثة تقول إن الأصوات تبقى في الغلاف الجوي منحصرة فيه، ويمكن أن تتطور الدراسات والعلم إلى أن يلتقطوها ويسجلوها.

وكذا قوله تعالى: {والعمل الصالح يرفعه} ورد في الصلاة والصيام والزكاة والحج، وهي ليست أشياء محسوسة يمكن رفعها حقيقة، وإنما هذا تعبير مجازي عن قبولها من الله سبحانه.

وهذا كما يقول موظف لموظف تحته: رفعت بعملك إلى الوزير، معناه كتبت بعملك وأوصلته إلى الوزير، وكثير من المخاطبات تقع على هذا الوجه.

فمعنى الآية: أن الله يقبل العمل الصالح من الأعمال،

أو يرفعه في كتاب الأبرار وهو في عليين، كتاب يكتب فيه

الأعمال الصالحة للإنسان في السماء.

[ معنى {ء أمنتم من في السماء}]

وقوله تعالى: {ء أمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} [الملك:16]، فليس المعنى أن الله في السماء، بل المعنى: ء أمنتم من في السماء ملكه وسيطرته.

Halaman 87