بعد ذلك بأسبوعين جاءها فولون زائرا فلم يعرفها، ولم تعرفه في البدء، ثم تعارفا، فحكى لها وحكت له كل ما مر بهما في ذلك العهد البعيد، وحدثها مليا بشأن ولدها ومستقبله، وضمن لها أنه سيجعله سعيدا، ثم قال لها: إني أحتفل كل عام بعيد مولد ولدي روبير، فأحيي ليلة راقصة، وإني أتيت لأدعوك إليها فإن موعدها الأسبوع القادم.
قالت: أأنا أحضر حفلات راقصة، وقد مضى عهد الرقص؟
قال: بل تحضرين إكراما لي ولولديك، ولا سيما جيرار؛ فإنه سيتعرف عندي بكبار أهل المدينة، وهذه فرصة يجب اغتنامها.
فوافقته على ما أراد مشترطة عليه ألا يعرفها بأحد هناك.
وفي اليوم المعين ذهبت مع ولديها إلى الحفلة، فكانت مودست زينة الفتيات، كما كان جيرار زين الفتيان.
وكان لفولون كثير من الأصدقاء في المدينة وضواحيها، وكان كثير العناية بعيد ولده الوحيد، فلما دنت الساعة المعينة غصت قاعات القصر بالمدعوين على اختلاف مقاماتهم.
وقد بهرت مرسلين بما رأته من ظواهر ثروة فولون وسرها أن يكون قد بلغ هذا المبلغ منها؛ لأنها كانت تحترمه وتعتقد أنه كريم القلب طاهر النفس جدير بأن يكون سعيدا في الدارين.
فلما وصلت إلى القصر جلست في إحدى قاعاته واختلط ولداها مع الناس، وكان ثلاثة رجال جالسين على مسافة غير بعيدة منها بينهم فولون، وهم يتحدثون ويضحكون، فعرفها فولون بالرغم عن كثافة برقعها، وقام إليها فحياها وشكرها لقدومها، ووراءه ولده روبير.
غير أنه ما لبث أن صافحت يده يدها حتى شعر أن يدها ترتجف، ثم رأى أن رجليها تصطكان وأنها على وشك السقوط، فأسرع إلى إجلاسها على الكرسي، وأمر ولده أن يأتيها بشراب منعش وقال لها، لا شك أنك أصبت بضيق في التنفس لكثرة الزحام. - هو ذاك.
ولكن الحقيقة أنها عرفت الرجلين اللذين كانا مع فولون وهما؛ جان داغير أصل نكبتها، وبير بوفور زوجها.
Halaman tidak diketahui