قال: هلم بنا.
فخرج الاثنان إلى المركبة التي كانت تنتظر عند الباب، وسارت بهما تنهب الأرض إلى قصر فولون؛ فإنه أصبح من أهل القصور.
وقد اضطر جيرار إلى الإقامة طول الليل مع المريض حتى سكن روعه وزال الخطر عنه.
وعند الصباح أراد فولون أن يستبقيه، فقال له: إني لست طبيبك الخاص يا سيدي، ولا أحب أن يتهموني بالاعتداء على حقوق زميلي، وسيأتي الدكتور كورديه طبيبك، فأرجو أن تخبره كيف أتيت.
فقال له روبير: بل ابق يا سيدي، فهذه أول مرة احتاج فيها أبي إلى طبيب، وفوق ذلك فإن الدكتور كورديه صديق العائلة، وأرجو أن تكون مثله.
وقال له فولون: هل أنت من عهد بعيد في هذه المدينة؟
قال: منذ شهر. - هذا هو السبب في أني لا أعرف شيئا عنك، حتى إني لا أعرف اسمك. - إني ادعى الدكتور جيرار. - أهو اسمك الأول أم اسم عائلتك؟ - بل هو اسمي الأول الذي تعودوا أن ينادوني به، أما اسم عائلتي فهو لنجون.
فأطرق فولون مفكرا حين سمع هذا الاسم، ثم قال: لقد عرفت من عهد بعيد امرأة تدعى بهذا الاسم وكان لها ابن وابنة. - لي أخت يا سيدي. - اصبر فقد عادت إلي الذكرى، إن الولد يدعى جيرار والابنة تدعى مودست. - هذا اسم أختي. - إذن أنت ابن مرسلين لنجون؟ - نعم. - وأمك ألا تزال في قيد الحياة؟ - إنها تقيم معي في كريل. - إذن قل لأمك أيها الدكتور إني أدعى لويس فولون؛ فإنها لم تنس هذا الاسم، وقل لها إنك أنقذت حياتي؛ فإن ذلك يسرها. - سأفعل يا سيدي.
وقد ودعه وانصرف، فلما لقي أمه قال لها: لقد عالجت هذه الليلة رجلا تعرفينه، وأنقذته من الموت، وهو يدعى لويس فولون.
فذهلت وقالت: نعم؛ فقد عرفته منذ عشرين عاما حين كان مديرا لأحد المعامل، أما إنك أنقذته من الموت بالفالج فهو قد أنقذك في حداثتك من الموت غرقا، فواحدة بواحدة. - ولكنه لم يقل لي شيئا من هذا. - ذلك لأنه بقي شريفا كريما كما أعهده، وقد سررت كثيرا لسلامته.
Halaman tidak diketahui