أعد، أعد يا عزيزي عوني ليطول إعجابي بك! أؤكد لك أنك بموهبتك الخطابية هذه المقرونة برأسك الذي يشبه بانحنائه رأس زعماء الباطنية في القرون الوسطى، تستطيع أن تكون واعظا دينيا مفلقا يأتي بالخطب الرائعة في أتفه المواضيع الممكنة.
عوني (يخاطبه بمودة وإن ضمنت لهجته لوما) :
أتسمي موضوع البؤساء والمظلومين والمحرومين المطالبين بحقوقهم موضوعا تافها؟
عارف (بشيء من التهكم) :
ومن هم أولئك البؤساء والمظلومون والمحرومون الذين ما فتئتم تتاجرون باحتياجهم المزعوم؟ من هم أولئك الذين تحاولون إقناعنا وإقناعهم بأنهم تعساء وأن لهم حقوقا؟
سعيد بك :
سلني أنا أيها الفتى؛ فمركزي في الهيئة الاجتماعية، والوظيفة التي أشغلها في جمعيتنا أرتني ما لم يره الآخرون. البؤساء والمظلومون والمحرومون هم المرضى والعجزة الذين لا ملجأ لهم، هم الأرامل واليتامى الذين لا عائل لهم، هم الآباء الذين فرغت أياديهم وبيوتهم ولا عمل منه يرتزقون، آه! لقد رأيت ما يفطر القلوب!
عوني (تزعجه هذه الأوصاف التي لا أثر فيها لسند الاشتراكية الأعظم) :
المحرومون هم خصوصا الذين يعملون ليل نهار ليديروا حركة العالم، ويستغلوا موارد الثروة، ويقيموا بهجة العمران فتتنعم طائفة المحتكرين والأنانيين على حسابهم.
زكي أفندي (يحبذ هذا الكلام كما يحبذ كل كلام) :
Halaman tidak diketahui