مي :
قد يكون هذا معنى سؤالي. قد وسعت دائرة البحث حتى ضاع فيها الخيال الذي أنشده. أو أن الدائرة التي أزعمها وسيعة اختنق فيها الخيال لضيقها فحلق فوقي وفوقها هازئا فلم أعد أراه وأسمع صوته.
بلانش (تتثاءب وتسأل رفيقها بالفرنساوية) :
عن أي شيء يتكلمون؟
أنتوانت :
عن الشيء الذي كانوا يتكلمون عنه عند مجيء السيدة جليلة.
عوني (هادئا في الظاهر، ولكن اهتمامه يبدو في نظره ولهجته) :
أتريدين أن تلمحي خيال المساواة أيتها الآنسة؟ أتريدين أن تسمعي أصواتا تناديها بلجاجة؟ إذن أقفلي باب مكتبك وانسي ما كتبت عنها وما يكتبون، ولا تكتفي بالنظر إلى السابلة من وراء سجوف النوافذ؛ فما تلك الحياة الظاهرة إلا حاشية بعد صفحة الحياة. اتركي كل ذلك وانزلي إلى ميدان الحياة السوداء حيث القلوب تدمى، والعيون تدمع، والقوى تضيع جزافا. امتزجي بذوي الأطمار البالية، جوعي مع الجائعين، احتاجي مع المحتاجين، وأصغي إلى الشكاوى والتوسلات تنطلق من بين شفاه الفقراء والمرضى والمحرومين انطلاق الدم من الكلوم البالغة. تفحصي عقولا تطلب من المعرفة والنور غذاء ولكن البؤس أقفل في وجهها أبواب المدارس، وحرمها الكتب والفنون وجميع مشاهد الجمال والرقي التي أوجدها الفكر الإنساني، (بشيء من التحمس)
وعندما ترين كل ما يتمتع به الكسالى الظالمون الذين احتكروا الصحة والهناء والرخاء لنفوسهم، عندما ترين جهود العمال وذكاءهم ونبل أعمالهم في الحرمان؛ إذن لا تسألين «أين أنا من المساواة؟» بل تعلمين أن الطبيعة خلقتك لتكوني اشتراكية وعينتك لتوقفي قواك في سبيل الإنسانية المرتفعة إلى عظمة المطالبة بحقوقها.
عارف (يصفق ضاحكا) :
Halaman tidak diketahui