ليس بذى واهنة ولا نسا ... نشأ بلحم وخبز ما إشترى
حتى شتا ينتج ذفراه اندى ... خاظى البضيع لحمه خظا بظا
كأنما جمع من لحم الخصى ... إذا تمطى بين برديه صأى
كأن عرق ... إذا ودى ... حبل عجوز ضفرت سبع قوى
يمشي على قوائم خمس زكا ... يرفع وسطاهن من برد الندى
قالت متى كنت أبا الخير متى ... قال حديثًا لن يغيرني البلى
ولم أفارق خلة لي عن قلى ... فأنتسقت فيشته ذات الشوى
كأن في أجلادها سبع كلى ... ما زال عنها بالحديث والمنى
والخلق السفساف يردى في الردى ... قال ألا ترينه قالت أرى
قال ألا أدخله قالت بلى ... فشال فيها مثل محرات الفضا
يقول لما غاب فيها وأسنوى ... لمثلها كنت أحيك الحسا
وكان من خبر سجاح ودإعائها النبوة وتزويج مسيلمة الكذّاب إياها ما أخبرنا به إبراهيم إبن النسوي يحيى عن أبيه ن شعيب عن سيف أن سجاح التميمية إدعت النبوة بعد وفاة رسول الله ﷺ وأجتمعت عليها بنو تميم فكان فيما إدعت أنه أنزل عليها يا أيها المؤمنون المتقون لنا نصف الأرض ولقريش نصفها ولكنّ قريشًا قوم يبغون.
وأجتمعت بنو تميم كلها إليها لتنصرها وكان فيهم الأحف بن قيس وحارثة بن بدر وجوه تميم كلها وكان مؤذنها شبيب بن ربعي الرياحي فعمدت في جيشها إلى مسيلمة الكذاب وهو اليمامة وقالت: يا عشر تميم، أقصدوا اليمامة فاضربوا فيها كل هامة وأضرموا فيها نار مهلهلة حتى تتركوها سوداء كالحمامة.
وقالت لبني تميم: إن الله لم يجعل هذا الأمر في ربيعة وإنما جعله في مضر، فأقصدوا هذا الجمع فإذا فضضتموه كررتم على قريش.
فسارت في قومها وهم الدهم الداهم، وبلغ مسيلمة خبرها فضاق بها ذرعًا وتحصن في حجر حصن اليمامة وجاءت في جيوشها فأحاطت به، فأرسل إلى وجوه قومه وقال: ما ترون، قالوا: نرى أن نسلم هذا الأمر إليها وتدعنا فإن لم نفعل فهو البوار، وكان مسيلمة ذا دهاء فقال: سأنظر في هذا الأمر، ثم بعث إليها: إن الله ﵎ أنزل عليكِ وحيًا وأنزل عليّ، فهلمي نجتمع فنتدارس ما أنول الله علينا فمن عف الحق تبعه وأجتمعنا فأكلنا العرب أكلًا بقومي وقومك، فبعث إليه إفعل، فأمر بقبة أدم فضربت وأمر بالعود المندلي فسجر فيها وقال: أكثروا من الطيب والمجر فإن المرأة شمت رائحة الطيب ذكرت الباه، ففعلوا ذلك، وجاءها رسوله يخبرها بأمر القبة المضروبة للإجتماع فأتته، فقالت: هات ما أنزل عليك فقال: ألم ترِ كيف فعل بك بالحبلى أخرج منها نطفة تسعى بين صفاق وحشي من بين ذكر وأنثى وأموات وأحياء ثم إلى ربهم يون المنتهى، قالت وماذا، قال: ألم ترِ أن الله خلقنا أفواجًا وجعل النساء لنا أزواجًا فنولج فيهن الغراميل إبلاجًا ونخرجها منهن إذا شئنا إخراجًا قالت: فبأي شيء أمرك.
قال:
ألا قومي إلي ... ... فقد هيء لك المضجع
فإن شئتى ففي البيت ... وإن شئت ففي المخدع
وإن شئتي سلقناك ... وإن شئتي على أربع
وإن شئتي بثلثيه ... وإن شئت به أجمع
قال: فقالت لا إلا به أجمع، قال فقال كذا أوحى الله إليَّ فواقعها، فلما قام عنها قالت إن مثلي لا يجري أمرها هكذا فيكون وصمة على قومي وعليّ، ولكني مسلمة النبوة فأخطبني إلى أوليائي يزوجوك ثم أقود تميمًا معك.
فخرج وخرجت معه، فأجتمع الحيان من حنيفة وتميم فقالت لهم سجاح أنه قرأ عليَّ ما أنزل عليه فوجدته حقًا فأتبعته. ثم خطبها زوجوه إياها، وسألوه عن المهر فقال: قد وضعت عنكم صلاة العصر فبنو تميم إلى الآن بالرمل لا يصلونها ويقولون هذا حق لنا ومهر كريمة من لا نده.
قال: وقال شاعر من بني تميم يذكر أمر سجاح في كلمة له:
أضحت نبيتنا أنثى نطيف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا
1 / 59