لمَّا بنى النَّاس في دنياك دُورهم ... بنيت في دارِكَ الغرَّاء دنياها
فلو رضيت مكان البسط أعيننا ... لم تبقَ عينٌ لنا إلاَّ فرشناها
وقال أبو بكر الخوارزمي:
بنيت الدَّار عاليةً ... كمثل بنائك الشرفا
فلا زالت روس عدا ... ك في حيطانها شرَفا
وقال أبو سعيد محمد الرستمي:
وأغنى الورى عن منزل من بَنت له ... معاليه فوق الشِّعريين منازلا
فلا غروَ أن يستحدث اللَّيثُ بالشرى ... عرينًا وأنْ يستطرق البحر ساحلا
ووالله لا أرضى لك الدَّهر خادمًا ... ولا البدر منتابًا ولا البحر نائلا
ولا الفلك الدوَّار دارًا ولا الورى ... عبيدًا ولا زُهر النجوم قبائلا
وإنَّ الذي يبنيه مثلك خالدٌ ... وسائر ما يبني الأنام إلى بلا
وقال القاضي أبو الحسن الجرجاني:
ليهن ويسعد من به سعد الفضل ... بدار هي الدُّنيا وسائرها فضلُ
تولى لهُ تقديرها رحبُ صدره ... على قدره والشَّكل يعجبه الشَّكلُ
إذا النَّصل لم يذمم نجارًا وشيمةً ... تأنق في غمد يصان بهِ النَّصلُ
تملَّ على رغم الحواسد والعدا ... علاك وعشْ للجودِ ما قبح البخلُ
وقال أبو القاسم الزعفراني:
سرَّك اللهُ بالبناء الجديد ... تلك حالُ الشّكور لا المستزيدِ
هذه الدَّار جنَّة الخلد في الدُّن ... يا فصلها بأُختها في الخلودِ
1 / 40