196

Munsif

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Penerbit

دار إحياء التراث القديم

Nombor Edisi

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Tahun Penerbitan

أغسطس سنة ١٩٥٤م

قال أبو الفتح: إنما كانت الياء أخف من الواو؛ لقربها من الألف، والواو ليست كذلك؛ لأنك تحتاج في إخراجها إلى تحريك شفتيك. قال سيبويه: فجرى ذلك مجرى تحريكك بعض جسدك، والياء مخرجها من وسط الفم، والعمل فيها أخفى. وحكى١ سيبويه على وجه الشذوذ: "يَئِسَ، يَئِسُ" بحذف الفاء، مثل "يَعِدُ". وقوله: ويختلف كما تختلف المصادر في الثلاثة، يريد نحو "يعر الجدى يعارا، وينع الغصن ينوعا" ونحو ذلك. وإنما ذكر هنا اختلاف المصادر؛ ليريك أنه يجري مجرى الصحيح، وأنه يخالف باب "وعد، يعد٢". ألا ترى أنه صدر في أول الباب: أن مصدر ما فاؤه واو، إنما يكون على "فِعْلة" يريد: "عِدَة، وزنة" ولا يلزمه الحذف. يريد: أنه ليس فيه ما يوجب الحذف لخفة الياء، وكأنهم إنما ألزموا مصدر باب "وعد: فعلة" مكسورة الفاء؛ لتحذف الواو في المصدر أيضا استثقالا لها. إتمام "وعدة، وولدة": قال أبو عثمان: فإن بنيت "فِعْلَة" اسما لا تريد بها المصدر، أتممت فقلت: "وِعْدَة، وولدة".

١ ظ، ش: "حكى". ٢ يعد: زيادة من ظ، ش.

1 / 196