Pilihan Dari Cerita Inggeris
مختارات من القصص الإنجليزي
Genre-genre
فعرت الرجل نوبة من الضحك الصامت، طالت واشتدت حتى لقد اتقد منها وجهه. فوثب دنيس إلى قدميه ووضع قبعته على رأسه ملوحا بها وقال: «سيدي، إذا كان عقلك في رأسك فإنك تكون قد امتهنتني جدا، وإذا كان عقلك عازبا عنك فإني أحسب أن في وسعي أن أجد شيئا آخر أشغل به نفسي غير الكلام مع المجانين. إن ضميري مرتاح. وقد هزئت بي من أول لحظة، ورفضت أن تصغي إلى بياني وإيضاحي، فالآن لا توجد قوة غير قوة الله تضطرني أن أبقى هنا، وإذا لم أستطع أن أخرج على نحو آخر يكون أكرم وأمثل، فسأقطع بابك وأحطمه بسيفي.» فرفع الرجل يمناه لدنيس وحركها وكانت السبابة والخنصر والبنصر ممدودة دون البقية.
وقال: «اجلس يا ابن أخي العزيز.»
فصاح دنيس: «ابن أخيك؟ إنك كاذب.» وفرقع أصابعه في وجهه.
فصاح به الرجل بصوت حاد كنباح الكلب: «اجلس أيها الوغد! أتظن أني لما نصبت هذا الباب، اجتزأت به واقتصرت عليه؟ إذا كنت تفضل أن تقيد يداك ورجلاك حتى تشتكي عظامك التوصيم فانهض وحاول أن تخرج! أما إذا كنت تؤثر أن تظل حرا وأن تحادث شيخا كبيرا فاقعد حيث أنت في سلام، وليكن الله معك!»
فسأله دنيس: «أتعني أني هنا سجين؟»
فقال الرجل: «إنما أسرد الحقائق. وأرى أن أترك لك أن تستخلص مدلولها.»
فقعد دنيس مرة أخرى، وحاول أن يكون في الظاهر هادئا ساكن الطائر أما باطنه فقد كان جائشا، فتارة تفور نقمته وحنقه، وتارة أخرى تشيع في بدنه رعدة من الحذر. وتزعزع يقينه بأنه يخاطب مجنونا. ولكن إذا كان الرجل سليم العقل، فماذا يتوقع؟ وما هذه الحادثة الفاجعة أو السخيفة التي وقعت له؟ وبماذا ينبغي له أن يواجه الموقف؟
وبينما كان يفكر في هذا غير مسرور به أو مرتاح إليه، رفع السجف المرخى على باب المعبد ودخل قسيس طويل القامة عليه مسوح الكهنة، ورمى دنيس بنظرة طويلة حادة ثم قال شيئا بصوت خفيض للشيخ.
فسأله هذا: «أوصارت أسلس وألين؟»
فقال القسيس: «إنها أكثر استسلاما.»
Halaman tidak diketahui