Pilihan Dari Cerita Inggeris
مختارات من القصص الإنجليزي
Genre-genre
فقلت بلهجة العطف: «ولكنك كنت تحدثينني عن قهوتك؟»
فقالت: «إنها (تعني كارولين) لا تؤمن بها، ولا تستطيع أن تفهمها. هي فتاة رائعة، ولكن فنجان القهوة وعليها قطرة من الكونياك، في هذه الساعة، هذا يتجاوز نطاق فهمها وإدراكها، فأنا مضطرة أن أنبهها كل يوم، وأنت ترى ما يستغرقه من الوقت صنع هذه القهوة، ووصولها إلي، وعندما تصل ... آه يا سيدي، لا تلمني إذا لم أقدم لك شيئا منها، فإني أعرف أنك شربتها في البوليفار ...»
فحز في نفسي هذا التحقير لمروءة كارولين سبنسر وكرمها، ولكني اتقيت أن أقول شيئا اجتنابا لإساءة الأدب، ونظرت إلى المستر مكستر الذي طوق ركبتيه بساعديه، وقعد يرقب حركات الكونتيسة وهو مفتون، ولاحظت هي أني أتأمله، وألقت إلي نظرة وابتسامة تفسيرية جريئة، وقالت: «إنك ترى أنه يعبدني.» ودست أنفها ثانية فيما تطرز، فأعربت لها عن تصديقي لذلك، واقتناعي به، ومضت في كلامها فقالت: «إنه يحلم بأن يكون عشيقي. نعم، هذا حلمه. وقد قرأ رواية فرنسية ... من عمره ستة شهور ... وما زال منذ ذلك الوقت، يتوهم أنه هو البطل وأنا البطلة.»
وكان من الجلي أن المستر مكستر لم يخطر له أنه موضوع كلامها، فقد كان ذاهلا عن ذلك بما هو فيه من نشوة التأمل. وفي هذه اللحظة برزت كارولين سبنسر من البيت تحمل إبريق القهوة على صحن صغير، ولاحظت أنها وهي تقطع المسافة من الباب إلى المنضدة، ألقت إلي نظرة خاطفة، نظرة توسل غامض. ولم أدر ماذا تعني بها، وحسبت أن المراد أنها اشتاقت، وهي واجفة الفؤاد، أن تعرف رأي خبير بالحياة عاش في فرنسا مثلي، في الكونتيسة ، ولم أسترح إلى هذا الظن، فما كان يسعني أن أقول لها إن الكونتيسة ليست على الأرجح سوى زوجة حلاق فرت منه. وقد حاولت على العكس أن أبدي لها الاحترام والتوقير. ولكني نهضت. ولم أعد أطيق أن أبقى. وساءني أن أرى كارولين سبنسر واقفة كأنها خادمة!
وقلت للكونتيسة: «هل تتوقعين أن تبقي زمنا آخر في جريمونتر؟»
فهزت كتفيها هزة عنيفة وقالت: «من يدري؟ ربما أقمت هنا سنين، وسنين. متى كان المرء بائسا ...» والتفتت إلى الآنسة سبنسر وقالت: «يا عزيزتي لقد نسيت الكونياك.»
واستبقيت كارولين سبنسر حين همت، بعد أن ألقت نظرة صامتة على المنضدة الصغيرة، بأن تذهب لتجيء بالشراب الناقص. ومددت إليها يدي في سكون، مودعا. وكان التعب باديا عليها، ولكنه كان على وجهها الصغير الوديع لمحة غريبة من ذخيرة الجلد والصبر. وكبر في وهمي أن انصرافي يسرها. وكان المستر مكستر قد نهض وأقبل على إبريق القهوة يصب منه في الفنجان. وخطر لي وأنا أمر في عودتي بالكنيسة أن الآنسة سبنسر المسكينة كانت موفقة حين قالت لي في الهافر إنها سترى «شيئا» من أوروبا العتيقة!
هوامش
روبرت لويس ستيفنسون
1850-1894
Halaman tidak diketahui