256

Mujaz

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

Genre-genre

وكيف تكون دعواهم أولى من دعوى غيرهم، وقد قال عز وجل: (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) (¬1) فدل على أن ما أسر العباد وما أظهروه فهو خلقه بقوله: (ألا يعلم من خلق)، يقول تبارك وتعالى: كيف لا يعلم ذلك من خلقه، محتجا على من قال لا يكون الفعل مخلوقا، وقال عز وجل: (ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله) (¬2) فكيف يكون الابتغاء للفضل الذي هو عمل العباد من آيات الله، وليس فيه لله تدبير، ولا هو له بخالق؟ وقال عز وجل: (هو الذي يسيركم في البر والبحر) (¬3) وذلك فعلهم، فأضافه إلى نفسه كما ترى، وقال: (أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى) (¬4) ، والعودة في البحر هي رجوعهم ثانية إلى البحر، وذلك فعلهم، وقال عز وجل: (خلق السماوات والأرض وما بينهما) (¬5) ، وأفعال الخلق بين السماء والأرض، وقال: (والله خلقكم وما تعملون) (¬6) ، وقال: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (¬7) وقال: (يضل من يشاء ويهدي من يشاء) (¬8) ،

¬__________

(¬1) الآيتين 13 و 14 من سورة الملك.

(¬2) سورة الروم آية رقم 23.

(¬3) الآية 22 من سورة يونس.

(¬4) الآية 69 من سورة الإسراء.

(¬5) الآية 59 من سورة الفرقان.

(¬6) الآية 96 من سورة الصافات.

(¬7) الآية 56 من سورة القصص.

(¬8) الآية 93 من سورة النحل..

Halaman 58