Muhammad Ali Jinnah
القائد الأعظم محمد علي جناح
Genre-genre
قال جناح: «إنها ليست من الإنصاف ولا من حسن الفهم للأمور، وبخاصة حين تأتي من إنجليزي ليست له أية معرفة بتاريخه، فإن أيرلندة حين فصلت جاءت الوثيقة التي دونت قرار فصلها في نحو عشرة أسطر، نعم عشرة أسطر من الحروف المطبوعة لتسوية نزاع معقد لا يصدق العقل مبلغ تعقيده، قد سمم السياسة البريطانية عدة قرون، وتركت جميع تفصيلاته للمستقبل، وما أقدر المستقبل من فيصل جدير بالإعجاب في كثير من الأوقات! وها أنا ذا قد أعطيت العالم من البيان ما يزيد كثيرا على عشرة أسطر لبيان المبادئ والوقائع التي تدور عليها قضية الباكستان، ولكنه من وراء طاقة الإنسان كائنا من كان أن يدون في الورق تفصيلا سابقا لا يخرم منه حرف عند تنفيذه، ونعلم عدا هذا من تاريخ الهند أن هذا التفصيل لا ضرورة له على الإطلاق، فأين كان هذا التفصيل حين تقرر فصل بورما في مؤتمر المائدة المستديرة؟ وأين كان هذا التفصيل حين فصلت السند من بومباي؟ لم يكن له وجود، لم يوجد ولم تكن ثمة حاجة لأن يوجد، وكان المبدأ المهم في القضية أن قاعدة الانفصال تقررت، ويأتي كل شيء بعد ذلك في حينه.»
قال بيفرلي: «كيف تصور «الأمر المهم» في قضية الباكستان؟»
قال: «في خمس كلمات ... إن المسلمين أمة ... فإن سلمت هذا وجب أن تسلم تسليم الرجل الأمين. إن حق الباكستان قائم ، ووجب أن تسلمه ولو كانت مصاعبها مائة ضعف المصاعب الماثلة في الواقع.»
قال الصحفي: «أتنظر إلى الناحية الدينية حين تقول الباكستان أمة؟»
قال جناح: «بعض النظر لا كله ... ولتذكر أن الإسلام ليس عقيدة وحسب، بل هو آداب وسلوك عملية واقعية، وإنني لأنظر إلى الناحية الحيوية، وإلى كل شيء ذي بال في حياة الإنسان، إنني لأنظر إلى تاريخنا وإلى أبطالنا وإلى فنوننا، وإلى عمائرنا وآثارنا وموسيقانا وقوانيننا وفقه شريعتنا.»
وسكت الصحفي يكتب، وتركه القائد يكتب لحظة ثم قال: «في جميع هذه الشئون نظرتنا لا تختلف وحسب، بل تناقض النظرة البرهمية، نحن أناس مختلفون، مختلفون في الأسماء والملابس والأطعمة، مختلفون في الحياة الاقتصادية وفي مثل التربية والتعليم، وفي معاملتنا للنساء، وفي مسلكنا مع الحيوان ... وخذ إليك مسألة البقرة الأبدية ... نحن نأكلها والبراهمة يعبدونها، وقد يخطر للإنجليزي أن هذه «العبادة» تقليد من التقاليد التي تصلح للفرجة، وبقية من تراث الأيام الخالية. لكن الأمر على نقيض ذلك، ومنذ أيام فقط أصبحت مشكلة البقرة في مدينتنا هذه إحدى مشاكل الأمن العام ... وما مشكلة البقرة بعد إلا واحدة من ألوف.»
ثم صمت لحظة ونظر إلى الصحفي سائلا: «ماذا كتبت؟»
قال: «إنما كتبت أن المسلمين أمة ...»
قال: «وأنت على يقين من صدقها؟»
قال: «نعم!»
Halaman tidak diketahui