328

فإذا قارنت الشمس زحل وتمازجا بكيفيتين كان ما ينال زحل من فساد الاحتراق بها وما ينال الشمس من منحسة زحل قليلا وإن تمازجا بكيفية واحدة كانت حال كل واحد منهما من صاحبه من الفساد أكثر من الأول إلا أن الشمس تكون أقوى من زحل فإذا اجتمع على زحل مع الاحتراق فساد موضعه من برجه كالهبوط ونحوه وردائة الحال من مواضع الفلك ومازج الشمس بكيفية واحدة كان مفرطا في الفساد ضعيفا

فأما المريخ فإنه إذا كان تحت شعاع الشمس فإنها تحرقه إلا أنه ينحسها أكثر من منحسة زحل لها لأن المريخ ربما مازجها عند الاحتراق بكيفية واحدة وربما لم يمازجها بشيء من الكيفيات فإذا تمازجا كان أقل لفسادهما وإنما يكون تمازجهما إذا كانا حار ين رطبين أو كان أحدهما حارا رطبا فأما إذا كانا حار ين يابسين فإنهما لا يتمازجان ويكون أكثر لفساد كل واحد منهما من صاحبه إلا أن ما ينال المريخ من فساد الاحتراق بالشمس أكثر مما ينالها من منحسته

فأما عطارد فإن ما يناله من فساد الاحتراق بالشمس أقل مما ينال غيره من الكواكب وذلك لقربه منها وللعلة التي ذكرناها قبل وإنما يكون ذلك إذا كان مستقيما فأما إذا كان راجعا فإن ما ينال من ضرر الاحتراق أكثر وإذا كان في وقت كينونته تحت شعاعها منحوسا نال الشمس طرفا من نحوسته وإن كان مسعودا نالها شيء من سعادته لأن عطارد يقبل من السعود والنحوس طبيعتها ويؤديها إليها

Halaman 754