149

Mudkhal Kabir

Genre-genre

وأما عطارد فذكر أنه يابس في وقت ورطب في وقت فأما يبسه فلقربه من الشمس وأما رطو بته فلقرب فلكه من فلك القمر وإنه يناله بخار الأرض فيرطبه فأما ما ذكر من يبسه لقرب فلكه من الشمس فلو كان هذا هكذا لكان يجب أن يكون الزهرة أيبس من عطارد لأن فلكها أقرب إلى الشمس من فلك عطارد وقد أبطلنا مرارا أن تكون الشمس تسخن أجرام الكواكب أو تيبسها وأما قوله أن رطو بته إنما هي لقرب فلكه من القمر ولأن بخار الأرض يناله فيرطبه فقد أبطلنا أن يكون الكواكب يرطب بعضها بعضا وأن تكون البخارات التي ترتفع من الأرض تبلغ إلى فلك القمر فكيف يجوزه حتى يبلغ إلى فلك عطارد فيرطبه الفصل الثاني في طبائع الكواكب وسعودها ونحوسها والممتزج منها على ما زعم عامة أصحاب النجوم

إنا لما أردنا ذكر طبائع الكواكب وسعودها ونحوسها والممتزج منها على ما زعم عامة أصحاب النجوم بدأنا بذكر الأركان الأربعة والأخلاط المركبة وطبائعها وخاصيتها ذكرا مرسلا وإنما فعلنا ذلك لأنهم زعموا أنهم عرفوا سعود الكواكب ونحوسها والممتزج منها حين قاسوا طبائعها إلى طبائع الأركان الأربعة والأخلاط المركبة فأما ما ذكروا من طبائع الأركان الأربعة والأخلاط المركبة فقد أصابوا فيها فأما قياسهم عليها فإنه قياس فاسد لأنهم غلطوا في قياسهم وضلوا عن سبيل الصواب

وكان أول ما بدؤوا به أن قالوا إن العلماء الأولين مجمعون على أن الأشياء الموجودة التي دون فلك القمر إنما هي الأركان الأربعة وما يحدث منها من الأخلاط المركبة والأشخاص المفردة فأما الأركان الأربعة فهي النار والهواء والماء والأرض وأما الأخلاط المركبة فهي المرة الصفراء والدم والبلغم والمرة السوداء

Halaman 356