فلم ذهب إلى مدينة الجزائر لأن الوالي العام الجديد الذي خلف صاحب حصار قسنطينة، كان قد وصل إلى عنابة. (٤٥) وعندما كنت في ناحية مجاز عمار (٤٦) وجه إلي المدعو بوجناح، وهو يهودي جزائري يرتدي لباسا فرنسيا. فلم أتفاءل خيرا بمجيء رجل من هذه الملة، لأن اليهود، في هذه البلدان، كانوا دائما قد عكروا صفو الشؤون السياسية التي تدخلوا فيها. إنهم لا يحاربون، ومن فائدتهم أن يروا غيرهم يتناحرون. إنهم كالضباع التي تأتي بعد معركة الأسود تلتقط البقاء. وإذا قيل لي لماذا استعملت اليهودي ابن بعجو؟ أجبت بأنني لم أكن صاحب الاختيار، وإنما النقيب الفرنسي هو الذي انفتح لأول شخص التقى به - وربها كانت له تعليمات في هذا الشأن - وصادف أن كان ذلك الشخص يهوديا.
فكبير الجنرالات، اذن، هو الذي أرسل بوجناح معتقدا، حسب ظني، بأنني فوضت لهذا اليهودي أن يتفاهم مع الفرنسيين. وكان ذلك غلطا. لأنني لم أكن
_________
(٤٥) - يسند دامرمون رفض أحمد إلى مناورة من الأمير عبد القادر (مراسلات دامرمون، ص: ٢٧٤).
(٤٦) - دوار صغير الى جانب حمام المسخوطين بالقرب من مدينة قالمة.
1 / 64