فإنني اكتفيت بأن ذكرت له خطورة الغلطة التي ارتكبها، ثم ان تقديرنا له قد فرض علينا النسيان.
١١
وبعد ذلك فكرت في تصليح أسوار قسنطينة وحصونها التي تأثرت من هجومات العدو. ثم أمرت بتهديم جميع المنازل بين الكدية والمدينة لأن المحاصرين كانوا قد استقروا بها، واتقوا بحيطانها ليلحقوا أضرارا كبيرة بالسكان. ولم أترك إلا القبة التي تأوي ضريح المرابط فارق. وأخيرا، اشتريت من القبائل الجنوبية كميات هائلة من البارود. وبهذه التدابير أصبحت قادرا على صد عدوان جديد تدل جميع العلامات على أنه سيقع قريبا.
وفكرت كذلك، في اعلام السلطان محمود بكل ما جرى وفي أن أطلب منه معونة ومساعدة في حالة هجوم جديد.
وأجابني السلطان برسالة كتبها شرف أفندي هذا نصها:
«لقد علمنا من رسالتكم التي نقلها إلينا سي الطاهر، باشا طرابلس، بكل ما حدث في بلادكم. وإننا نهنئكم على الشجاعة التي أبديتموها في مثل هذه الظروف، ونحمد الله على النصر الذي حققه لكم. إننا ندرك جيدا بأن الكافر سيهاجمكم من جديد، ونخبركم بأننا لن نبخل
1 / 60