اذ اختاروا لهذا الغرض مملوكا، «ايكور غليا» من تونس، لم أعد أرى شيئا آخر غير المقاومة النشيطة، وهو ما فعلت وقد كان على أن أفعله من قبل.
وهكذا إذن لاحقت الجيش الفرنسي دون أن أهاجمه بشدة، وإذا كان قد تعرض لهجومات خطيره من طرف أجنادي ذلك كان عكس إرادتي.
وظللت أنتظر بعض المفاوضين، ولكن أحدا لم يأت. ولقد اندهشت كثيرا لذلك، لأنني لم أتماد في الملاحقة إلا لا تصل برسول من الجنرال الفرنسي. وبقيت أتبع الفرنسيين إلى ما بعد «مجاز عمر» والي قالمة حيث دخلوا معسكرهم. وفي أثناء الانسحاب كان يوسف يتبختر في أوساط الذين كان سببا في هزيمتهم، وكان العرب الذين يرونه يصيحون في وجهه قائلين: «كيف يمكن لك أن تبقى في صفوف الفرنسيين بعد أن صيرتهم في هذا الوضع وجلبت عليهم المصائب، أنظر ماذا كلفتهم درجة باي التي أرادوا أن يرفعوك إليها» كما أنهم كانوا يوجهون إليه شتائم أخرى تتعلق بأصله وبحياته حينما كان في تونس. أما أنا، فعندما رأيت أن الفرنسيين لم يوجهوا لي أي
1 / 55