على ذلك، فان جيوشي لم تكن محنكة كما أن فرساني لم يكونوا قادرين على التحرك بسهولة في الأراضي التي تجتازها. وعليه قلت في نفسي: «لنترك الفرنسيين يتقدمون إلى قسنطينة دون أن نتعرض لطريقهم وان نفس الرجال الذين ضعفوا في السهل سيقاومون أحسن مقاومة عندما يكونون وراء الأسوار. ومن جهة أخرى، فان للفرنسيين أمتعة كبيرة، وتحركاتهم صعبة ثم بعد ذلك يتحتم عليهم أن يهاجموا قسنطينة. ان العملية خطيرة وما علينا إلا أن نتركهم يتقدمون إلى داخل المنطقة وأتبعهم عن كثب حتى يكونوا بيني وبين المدينة، ويكون عليهم أن يحاربوا على جبهتين.» وعلى أساس هذه الخطة لم تعد المدفعية تفيدني كثيرا، فأرسلت جزءا منها إلى المدينة وانسحبت مع الأجناد إلى مؤخرة الجيش الفرنسي لا تفصلني عنه سوى مسافة قصيرة جدا، أرقب باستمرار جميع حركاته. (٣٥)
_________
(٣٥) - يذكر مارسي في كتابه «حول حصار قسنطينة» ص: ١٨: ان أحمد لم يتحرك أثناء هذا الحصار، ولكن خطة الباي كانت معقولة جدا وهي التي مكنته من الانتصار.
1 / 48