عندما ترك مركزه ذات يوم، وأخذ معه مبلغا من الأموال ونهب من كانوا أشد ارتباطا بي، ثم لجأ إلى الحاج عبد القادر الذي عامله بإكرام في بداية الأمر، ولكنه حينما علم بخيانته وأطلع على تفاصيل حياته الماجنة، كبله بالأغلال غير أنه استطاع أن يهرب إلى الفرنسيين، وعندهم أطلق العنان لمؤامراته وفجوره.
٤
وأخيرا، أتاني جواب السلطان محمود بعد احتلال مدينة عنابة، وكان كالآتي:
«إن سلوككم إزاء الفرنسيين والإجابة التي تفضلتم بها على اقتراحاتهم ليتفقان في نظري، كل الاتفاق مع العدالة فأثبتوا على هذه السيرة، إنها هي الوحيدة التي يمكن أن تساهم في خير الإسلام والمسلمين. ومما لا شك فيه أنني أريد نجدتكم، وفي هذه الظروف، إنني في حالة سلم مع عنابة فاكتفى بإخلائها من السكان. أما الفرنسيون الذين كانوا قد تلقوا في ذلك الحين نجدات معتبرة، فإنهم لم يتوقفوا عند استيلائهم على القصبة، وإنما نزلوا إلى المدينة واستقروا فيها بكيفية محكمة.
1 / 29