وأنشأ المستر بكوك يسأل السائق وهو يحك أنفه بالشلن الذي أعده لدفع الأجرة: «كم عمر هذا الحصان يا صديقي؟»
وأجاب الحوذي وهو ينظر إليه بطرف عينه: «اثنتان وأربعون.»
فصاح المستر بكوك مبهوتا، وهو يضع يده على «مذكرته»: «ماذا تقول؟» فكرر الحوذي جوابه الأول، وعندئذ أطال المستر بكوك النظر في وجه الرجل، ولكن معالم وجهه ظلت جامدة لا تتحرك، فأكب المستر بكوك على «المذكرة» يدون فيها ما سمعه.
وعاد يسأله مستزيدا: «وما مدى الوقت الذي يبقى فيه «يعمل» كل مرة؟»
فأجاب الرجل: «أسبوعان أو ثلاثة أسابيع.»
قال في دهشة، وعاد يخرج المذكرة: «أسابيع!»
ومضى الحوذي يقول ببرود: «إنه يقيم في «بنتونويل» كلما ذهبنا به إلى مسكنه، ولكننا قلما نأخذه إليه بسبب ضعفه.»
وردد المستر بكوك مرتبكا قوله: «بسبب ضعفه!»
واستتلى الحوذي يقول: «إنه يسقط كلما أخرجناه من المركبة، ولكنه كلما كان مشدودا إليها، ممسوكا بحزم، مربوطا بإحكام، لا يستطيع السقوط، ولدينا زوج من العجلات المتينة فهي تتحرك في أثره إذا هو تحرك، فلا حيلة له غير المسير.»
وراح المستر بكوك يدون كل كلمة من هذا البيان في مذكرته؛ لإبلاغها إلى النادي، على أنها مثل فريد لقوة التشبث بالحياة عند الخيل في ظروف مجهدة، وما كاد يفرغ من التدوين حتى وصلت المركبة إلى «مفترق جولدن»؛ فوثب الحوذي من فوق مقعده، ونزل المستر بكوك من المركبة، وتسابق السيد طمبن، والمستر سنودجراس، والمستر ونكل إلى الترحيب به، وكانوا في لهفة ينتظرون وصول زعميهم المجيد.
Halaman tidak diketahui