اسم نوع من الأسماك.
الفصل الثاني
اليوم الأول من أيام الرحلة ... والأحداث التي جرت في مسائه ... والنتائج التي أسفرت عنها ... ***
طلعت الشمس، وهي الخادم المثابر في خدمة كل عمل، وبدأت تلقي ضياء على صبح اليوم الثالث عشر من شهر مايو سنة ألف وثمانمائة وسبع وعشرين، حين انبعث المستر صمويل بكوك من نومه، وأطل على العالم المترامي من تحته، وكان شارع «جوزول» عند قدميه، ممتدا عن يمينه إلى آخر مدى العين، ومتراميا عن شماله، وكان الجانب المقابل لهذا الشارع في الجهة الأخرى من الطريق، وراح المستر بكوك يناجي خاطره بقوله: «كذلك هي آراء الفلاسفة الضيقي النظر، الذين يقنعون بفحص الأشياء المترامية أمامهم، ولا ينظرون إلى الحقائق المحجوبة عنهم فيما وراء حدود أبصارهم، كما لو أني قنعت بإدامة النظر إلى شارع جوزول، دون أن أحاول مرة أن أخترق الربوع المحجوبة، التي تحيط به من كل ناحية.»
وما كاد المستر بكوك يتفوه بهذا الخاطر الجميل، حتى شرع يضع نفسه في ثيابه، ويضع ثيابه في حقيبته، وقلما ترى العظماء مدققين في تنسيق ملبسهم، ولم تلبث عملية الحلاقة واللبس ورشف القهوة أن تمت، وما هي إلا ساعة أخرى حتى كان المستر بكوك قد حمل حقيبته بيده، ووضع منظاره المعظم في جيب معطفه، و«مذكرته» في جيب صداره، وتهيأ لاستقبال أي اكتشافات جديرة بالتدوين، وقد وصل إلى موقف المركبات في شارع سانت مارتن موجراند.
وصاح المستر بكوك مناديا: «مركبة.»
وسمع صوتا يصرخ قائلا: «لبيك يا سيدي!»، وكان الصائح مخلوقا عجيبا، في سترة من الخيش، وميدعة من النوع ذاته، ولافتة من نحاس ذات رقوم حول رقبته، وقد بدا كأنه بعض المعروضات في مجموعة من التحف النادرة، وكان هذا هو «ساقي الخيل»، ومضى يردد قوله: «لبيك يا سيدي! حالا تأتي المركبة.» ولم يكد الساقي يحضر المركبة الأولى - وكان الحوذي قد ذهب إلى المقهى ليدخن قصبته الأولى - حتى ألقى المستر بكوك وحقيبته في جوفها.
وقال المستر بكوك: «مفترق جولدن.»
فصاح الحوذي في غضب مخاطبا صديقه الساقي: «تلك مسافة لا تزيد عن شلن يا تومي.»
وانطلقت العربة مبعدة.
Halaman tidak diketahui