أؤمل أن أكون بالآستانة حوالي 20 أغسطس لأحضر عيد الفطر بها، فلعلي أراك بها بخير وصحة وعافية. والسلام عليكم ورحمة الله.
محمد فريد
وقد نشبت الحرب العالمية الأولى في أغسطس سنة 1914، وانقطعت المواصلات بين مصر وأوروبا، فلم يتح لي أن أرى فريدا على شدة رغبتي في أن أسعد برؤيته، وانقضت أعوام الحرب، ثم أعلنت الهدنة في نوفمبر سنة 1918 وقامت الثورة في مصر.
وترقبت أن تعود الفرصة فتتاح لي لكي أسافر إلى حيث ألتقي بإمامي في الوطنية، ولكن الموت عاجله في نوفمبر سنة 1919 وحال بيني وبين أن أراه، وغاب عني شخصه ولكن لم تغب عني قط ذكراه، ولن تغيب ما دمت حيا. (4) اعتقالي 1915-1916
شبت الحرب العالمية الأولى في يوليو-أغسطس سنة 1914، وأعلنت السلطة العسكرية البريطانية الأحكام العرفية في مصر ابتداء من 2 نوفمبر من تلك السنة على أثر دخول تركيا الحرب ضد الحلفاء.
وفي ديسمبر سنة 1914 وقع الانقلاب المشئوم الذي أعلنت فيه الحماية البريطانية الباطلة على مصر، وخلع الخديو عباس حلمي الثاني، وعين الأمير حسين كامل سلطانا.
وقد احتجبت جريدة «الشعب» - وكان يتولى رئاسة تحريرها المرحوم أمين الرافعي - عن الظهور احتجاجا على إعلان الحماية. وتولت السلطة العسكرية حكم البلاد في خلال الحرب، فكان أول عمل لها اضطهاد الحزب الوطني ومطاردة رجاله، فضبطت أوراقه ودفاتره وسجلاته، وشتتت شمل أعضائه أو الذين اشتبهت في أنهم من أعضائه أو أنصاره، واعتقلت الكثيرين منهم ووزعتهم على سجن الاستئناف بالقاهرة، وسجن الحدرة بالإسكندرية، والمعتقلات التي أنشأتها لهم خصيصا في درب الجماميز وطره والجيزة وسيدي بشر، ونفت بعضهم إلى مالطة وأوروبا، وكنت ممن أصابهم الاعتقال. وأذكر من أسماء المعتقلين وقتئذ: أحمد بك لطفي، علي فهمي كامل بك، عبد الله بك طلعت، عبد اللطيف بك الصوفاني وقد وضع تحت المراقبة في دمنهور، عبد اللطيف بك المكباتي، الأساتذة: عبد المقصود متولي، محمد زكي علي، أحمد وفيق، أمين الرافعي، عبد الرحمن الرافعي، مصطفى الشوربجي، إسماعيل حافظ صهر محمد بك فريد، محمد فؤاد حمدي، إبراهيم رياض، الدكتور عبد الحليم متولي، الدكتور عبد الفتاح يوسف، الدكتور شفيق منصور، أحمد أفندي رمضان زيان، اليوزباشي حافظ محمود قبودان، اليوزباشي أحمد حمودة، محمد أفندي الشافعي، مصطفى أفندي حمدي، يعقوب أفندي صبري، اليوزباشي أحمد نبيه قبودان، إسماعيل أفندي حسين، الشيخ إبراهيم مروني، إلخ إلخ.
تذكرة المعتقل عبد الرحمن الرافعي سنة 1915:
وفيها تاريخ الاعتقال: 18 / 8 / 1915، والاسم، وعبارة: «يفرج عنه ويرسل للمحافظة، 30 أغسطس سنة 1915» لا تدل على الإفراج بل الانتقال إلى معتقل درب الجماميز.
وممن نفوا إلى أوروبا: الدكتور نصر فريد بك، وإلى مالطة: الدكتور عبد الغفار متولي، الأستاذ الدكتور محمد عوض محمد، الأستاذ محمود إبراهيم الدسوقي، الأستاذ محمد عوض جبريل، حامد بك العلايلي، سلامة أفندي الخولي، الأستاذ علي فهمي خليل، الأمير أفندي العطار، وغيرهم وغيرهم. وقد لبثوا في المعتقلات أو في المنفى مددا طويلة، ومنهم من لبث في السجن أو المنفى إلى ما بعد الهدنة سنة 1918، أما من أفرج عنهم فقد قيدت حريتهم ووضعوا تحت المراقبة. (5) إلى السجن
Halaman tidak diketahui