Muctamid Ibn Cabbad
المعتمد بن عباد: الملك الجواد الشجاع الشاعر المرزأ
Genre-genre
وكان قد أوتي أيضا من جمال الصورة وتمام الخلقة، وفخامة الهيئة وسباطة البنان، وثقوب الذهن، وحضور الخاطر، وصدق الحدس ما فاق على نظرائه.
ونظر مع ذلك في الأدب - قبل ميل الهوى به إلى طلب السلطان - أدنى نظر، بأزكى طبع، حصل منه لثقوب ذهنه على قطعة وافرة علقها من غير تعمد لها، ولا إمعان النظر في غمارها، ولا إكثار من مطالعتها، ولا منافسة في اقتناء صحائفها، أعطته سجيته على ذلك ما شاء من تحبير الكلام وقرض قطع من الشعر ذات طلاوة ظاهرة في معان أمدته فيها الطبيعة، وبلغ فيها الإرادة، واكتتبها الأدباء للبراعة، جمع هذه الخلال الظاهرة إلى جود كف بارى السحاب بها.
وتوفي المعتضد سنة 433ه بعد أن وسع ملكه، ومكن سلطانه، وأرهب أعداءه، وخلد في الأدب ذكره بلسانه ولسان شعرائه.
وأما المعتمد فالواصفوه كثيرون، وقد افتن الشعراء في مناقبه ومآثره، وأولع الكتاب بأخباره وآثاره.
يقول ابن اللبانة:
4
ملك مجيد، وأديب على الحقيقة مجيد، وهمام تحلى به للملك لبة وللنظم جيد، أفنى الطغاة بسيفه وآد؛ وأنسى بسيبه ذكر الحارث بن عباد، فأطلع أيامه في الزمان حجولا وغررا، ونظم معاليه في أجيادها جواهر ودررا، وشيد في كل معلوة فناءه، وعمر بكل نادرة مستغربة وبادرة مستظرفة أوقاته وآناءه، فنفقت به للمحامد سوق، وبسقت ثمرات إحسانه أي بسوق، منع وقرى، وراش وبرى، ووصل وفرى.
وكان له من أبنائه عدة أقمار نظمهم نظم السلك، وزين بهم سماء ذلك الملك ، فكانوا معاقل بلاده وحماة طارفه وتلاده، إلى أن استدار الزمان كهيئته، وأخذ البؤس في فيئته، وأثمر الخلاف وظهر، وسل الشتات سيفه وشهر، والمعتمد - رحمه الله تعالى - يطلب نفسه في أثناء ذلك بالثبات بين تلك الثبات، والمقام في ذلك المقام، إلى أن بدل القطب بالواقع، واتسع الخرق على الراقع.
فاستعضد بابن تاشفين؛ فورد عليه كتابه يشعر بالوفاء، فثاب إليه فكر خاطره وفاء، وثبت خلال تلك المدة للنزال، ودعا من رام حربه نزال، إلى أن أصبح والحروب قد نهبته، والأيام تسترجع منه ما وهبته، فثل ذلك العرش، واعتدت الليالي حين أمنت من الأرش، فنقل من صهوات الخيول إلى بطون الأجفان،
5
Halaman tidak diketahui