الترادف عِنْد الْمُحدثين
نجد بَين الْمُحدثين نفس الْخلاف الذى وَجَدْنَاهُ بَين القدماء وَلَكِن نجد أَن النظرة تخْتَلف فألمحدثون الدّين أثبتوا الترادف قد عرفوه وقسموه ووضحوه وَقد ربطوها بتحديد الْمَعْنى
يفرقون بَين اتِّفَاق الْكَلِمَتَيْنِ اتِّفَاقًا تَاما أَو اتِّفَاقًا جزئيا فقسموا الترادف الى ترادف تَامّ أَو كَامِل
ترادف جزئى أَو شبه ترادف
الترادف التَّام ويعنى الِاتِّفَاق فِي الْمَعْنى بَين الْكَلِمَتَيْنِ اتِّفَاقًا تَاما، على أَن يكون فِي ذهن الْكَثْرَة الْغَالِبَة من أَفْرَاد البيئة الْوَاحِدَة فمثلا إِذا تبين بِدَلِيل قوى أَن العربى حَقًا يفهم من كلمة جلس شَيْئا لَا يستفيده من كلمة قعد قَالُوا إِنَّه لَيْسَ ترادفا تَاما فالترادف التَّام مَا يكمن تبادل الْكَلِمَات بدل بَعْضهَا فِي أى جملَة دون تَغْيِير الْقيمَة الْحَقِيقَة
(ب) البيئة اللُّغَوِيَّة الْوَاحِدَة أتنتمى الْكَلِمَات إِلَى لهجة وَاحِدَة أَو مَجْمُوعَة منسجمة من اللهجات الْعَرَب المتباينة حِين عدوا الجزيرة الْعَرَبيَّة كلهَا بيئة وَاحِدَة
(ج) الْعَصْر الْوَاحِد فَإِن مُرُور الزَّمن قد يخلق فروقا بَين الْأَلْفَاظ أَو تتناسى هَذِه الفروق مثل المشرفى والمهود واليمانى فيستعمل الثَّلَاثَة بِمَعْنى السَّيْف وَلَكِن صنع فِي دمشق والمهند صنع فِي الْهِنْد واليمانى صنع فِي الْيمن وَلكُل مِنْهُم صِفَاته
1 / 21