Pengasas Mesir Moden
الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة
Genre-genre
10
على أن هذا التصرف قد أقلق عددا من القبائل العربية، ومن ثم شرع الوهابيون يحشدون قواتهم من جديد في الصحراء، وإذ ذاك أرسلت التعليمات إلى القاهرة في طلب عدد جديد من الجنود لصد هذا الخطر، فأمر الباشا بإرسال 10000 جندي في أسرع وقت ممكن، ولما لم يكن في مصر وقتئذ سوى 12000 جندي؛ فقد كان لا مناص من الالتجاء إلى التجنيد العنيف لسد هذا الطلب. ولهذا أخذ المراكشيون من بلاد البربر والرقيق السوداني واليونانيون - بل والأرمن - يلتحقون بالجيش ويرسلون أفواجا أفواجا إلى جبهة القتال
11
هذه الحملة التي بدأت في سنة 1814م افتتحت بكارثة كما افتتحت حملة طوسن من قبل.
فإن إحدى فصائل الجيش قد هاجمها العرب على غرة منها، وهي على مسيرة يومين من الطائف، وما كان الفريقان يلتحمان حتى فر من الميدان عشرة من الضباط الكبار الاثنى عشر وقد أخذوا معهم معظم رجالهم.
وهنا اعتلى محمد علي ظهر بعيره وانطلق كالسهم لمقابلة الفارين الذين لم ينفع الوعد ولا الوعيد في لم شملهم، فكانت نتيجة ذلك أن سبعة قومندانات حرموا من رتبهم وأعيدوا إلى القاهرة. والمظنون أن الثلاثة الباقين قد أعدموا،
12
وقد أصيب المصريون بهزيمة أخرى عندما شرعوا في مهاجمة «طربا» بقيادة طوسن.
ويظهر أن الفصيلة المذكورة قد ضللها الدليل؛ ولهذا داهم الوهابيون خيامها ليلا واستولوا على كافة أمتعتها ومدفعيتها، وكانت نتيجة هذه الكارثة تفشي اليأس بين الجنود المصريين. ولقد ذكر أحد أذكياء السائحين - ويشير ميسيت بهذا الوصف إلى الرحالة بوركنهاردث الشهير الذي كان وقتئذ في جدة؛ أي: في شهر أغسطس - ذكر أن الجنود قد خارت عزائمهم بصفة عامة، واستولى عليهم القنوط والتذمر بسبب غلاء المعيشة، حتى بلغت الأثمان هنا ضعفها في مصر، وخاصة أنه ليس ثمة أمل في المكسب ولا مجال للسلب والنهب؛ فليس في بلاد العرب فلاحون يمكن انتهابهم، ولا قرى عامرة صالحة للاستلاب؛ فأعداؤهم ليسوا إلا مجرد رجال بدو في أطمار بالية، وكل ما يطمع الجند المصري أن يغنمه بعد الجهود الشاقة هو بعير عراه الهزال من شدة الجوع.
13
Halaman tidak diketahui