151

Pengasas Mesir Moden

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genre-genre

98

فلم يكن له ندحة من الالتجاء إلى مديري الأقاليم ليقوم كل بتوريد عدد معين من الأنفار، وقد قسم هذا العدد طبعا بين القرى والدساكر المختلفة.

ومن ثم راح مشايخ القرى يضعون أيديهم على أكثر عدد من الرجال تاركين أولئك الذين يقدمون لهم أكبر رشوة لإطلاق سراحهم وإعفائهم، أما من قعد عن دفع الإتاوة فقد أرسلهم المشايخ كل اثنين مصفدين في الأغلال كأنهم مجرمون،

99

ولما كان الباشا في أوج عزه كان عدد من يطلبهم للخدمة العسكرية واحدا من كل ستة أشخاص؛ أي بمعدل 17٪ تقريبا.

ولم يكن بين مصالح الحكومة ما يخشاه الأهالي ويكرهونه كالخدمة العسكرية، وقد يدخل في باب المبالغات ما كان يرويه معشر السياح عن وجود كثيرين من الأهالي كانوا يفرون من الخدمة العسكرية بقطع سبابة اليد اليمنى،

100

وقد ذكر كامبل أن السائحين ربما يكونون قد علموا خطأ بأن بعض الأهالي كان يتعمد للفرار من العسكرية قطع أحد الأصابع وخلع الأسنان وعمى العينين.

101

نعم؛ قد يكون هذا من قبيل المبالغات، ولكن هذه الروايات قد قامت الأدلة على صحتها، ولم يعد ثمة مجال للشك فيها كما تشهد مكاتبات الباشا نفسه بذلك؛ فقد كتب يقول: «ليس من يضعون سم الفأر في أعينهم سوى حيوانات في صورة آدميين، وينبغي الحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة.»

Halaman tidak diketahui