104

Pengasas Mesir Moden

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genre-genre

ولقد كان من نتائج قيام حكم محمد علي في سوريا مع ما تضمنه قيام هذا الحكم من إدخال نظام الخدمة الإجبارية أن زاد ثمن الحماية التي يحصل الإنسان عليها من القناصل، ولقد عاد الكولونيل سيف الذي أرسله محمد علي إلى سوريا للتحقيق في حوادث الاعتداء على دور القنصليات

23

بتقرير شنيع وقاس، وقد أيده فيه مندوب القناصل العموميين الذي ذهب لمرافقته في مهمته، وفي التقرير أن معظم التراجمة الملتحقين بالقنصليات هم جماعة من أغنياء التجار ليس في استطاعة أحدهم أن يؤدي للقنصل وظيفة الترجمة؛ لأنهم لا يعرفون لغة أخرى غير اللغة العربية، ثم إن الجنود الانكشارية كانت لهم ركالين، وانخرطوا في سلك التجارة. هذا إلى أن الكتاب العموميين صاروا تجارا وبعضهم كانت له ثروة ضخمة، وكان الكثيرون من هؤلاء الموظفين «بالاسم فقط» لا يضطلعون بواجباتهم؛ إما لأن مرتبهم أسمى من أن يسمح لهم بذلك وإما لأنهم كانوا عاجزين فعلا عن أداء هذه الواجبات، ولكنهم كانوا مع ذلك يدفعون مبلغا طائلا في مقابل الوظائف التي يشغلونها، وبخاصة لأن الحماية المعطاة لهم من القناصل لم تكن قاصرة على أولئك الموظفين وحدهم، بل كان مفعولها نافذا على أسرات هؤلاء الموظفين وخدمهم أيضا.

24

وقد قدم كامبل نفسه أدلة معينة وصلت إلى علمه تثبت سوء استعمال الامتيازات؛ فلقد رأى في بيروت في سنة 1836م أن القنصل البريطاني كان يحمي شحنة من القمح تبين فيما بعد أن أحد اليونانيين أرسلها إلى آخر؛ فلما أشار القناصل العموميون في الإسكندرية بناء على شكاوى محمد علي المشروعة بتحديد

25

هذه الحمايات الرباحة في نفس الوقت الذي كان يبشر بأن تدر من الربح أضعاف أضعاف ما كانت تدره في الماضي، تألم القناصل غاية الألم لسخر القدر هذا؛ فلقد كان من رأيهم أن أيام سوء الإدارة التركية منذ كان في استطاعة أي شخص من رعايا تركيا المسيحيين أن يحصل (لأي اعتبار من الاعتبارات) على الجنسية الروسية أو الفرنسية أو البريطانية أعود بالربح وأضمن للمكسب من نظام الإصلاحات البعيد عن المكسب الذي جلبه لهم محمد علي من مصر، فلم يكن عجيبا أن نرى في تقاريرهم صورة لإحساساتهم المحزنة وأيديهم الخالية من الذهب.

وكثيرا ما رأى كامبل نفسه مضطرا إلى الإشارة إلى ولع بعض أولئك القناصل ورغبتهم الشديدة في انتهاز كل تافه من الأمور، يحتمل أن تغضب حكومة جلالة الملك على نائب السلطان، كما أنهم كانوا يتحادثون من آن لآخر عن امتيازات لم يكن لها وجود في يوم من الأيام؛

26

فلقد طلبوا أن التراجمة الإنجليز ومعظمهم من سكان شرقي البحر المتوسط، مما لم يكن لهم سوى حظ بسيط من التعليم - فضلا عن صفة النسب - يستقبلون بنفس مظاهر الإكرام كما يستقبل التراجمة الفرنسيون، وقد كانوا من الأوروبيين المثقفين الذين يعملون في وظائفهم باسم مليك بلادهم وهم مرشحون مع الزمن للترقية في السلك القنصلي،

Halaman tidak diketahui