Sejarah Mesir di Zaman Khedive Ismail Pasha
تاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا
Genre-genre
على أنه ما تقدمت الأيام بملك (إسماعيل)، إلا وقد تناول ظل الإصلاح جميع فروع إدارة السكك الحديدية؛ لا سيما بعد أن اتخذ (إسماعيل) سواقا لقاطراته الخاصة السواق الذي كان لنابليون الثالث؛ وسمع ثناء جميلا على محافظة ذلك العاهل على مواعيد أسفاره بدقة؛
15
ووقف بنفسه، عقب رحلاته الأوروبية، على نظام السكك الحديدية في أوروبا، فترتبت مواعيد سفر القطارات ووصولها، ترتيبا، لم تدخل عليه الأعوام التاليات إلا تعديلات طفيفة؛ وانتظمت انتظاما لم يعد للخلل إليه من سبيل إلا نادرا.
حينذاك أخذ (إسماعيل) يفكر في إنشاء سكك حديدية في السودان، ترويجا للزراعة فيه، وللتجارة بينه وبين القطر المصري.
فكلف المستر فولر بدرس الموضوع درسا دقيقا وتقديم تقرير واف عنه - وكانت طبيعة الأرض بين أسوان والخرطوم قد درست قبل ذلك في سنة 1865 درسا حسنا - فذهب ذلك المهندس الإنجليزي إلى وادي حلفا، وقضى عدة أسابيع، متجولا في ربوع النوبة والسودان الشرقي وبطاحهما، يقيس ، ويبحث، ويحسب ويفحص مباحث أسلافه، ثم عاد وقدم تقريره إلى الأمير، مشيرا بعمل سكة حديدية من وادي حلفا إلى المتمة - وطولها خمسمائة وخمسون ميلا - وأخرى من شندي إلى كسلا، فمصوع - وطولها خمسمائة ميل - وقدر نفقات الأولى بأربعة ملايين من الجنيهات، منها مليونان ونصف، أجرة المهندسين والعمال من الفرنج وثمن الأدوات اللازمة؛ والباقي أجرة العمال المحليين وثمن المباني الواجب إقامتها، وقدر نفقات السكة الثانية بأربعة ملايين مثلها، ولو أنها أقصر طولا من الأولى، لزيادة الابتعاد عن مصادر الأدوات، ووعورة المسالك.
16
فاعتمد (إسماعيل) تقريره وبدئ في العمل سنة 1873 وبعد أن سير فيه أكثر من ثلاث سنوات؛ وأنفق عليه ما يزيد على أربعمائة ألف جنيه؛ وأخذت بشائر الخير العميم تبدو من خلال الخطوط الموضوعة؛ اضطر الدائنون الأجانب الحكومة المصرية إلى توقيفه وإبطاله ضنا منهم بالنقود، فلم يقضوا بذلك على مصلحة تجارية وزراعية عظيمة فحسب، بل على حياة السودان عينها، مدة تنيف على ربع قرن؛ ومكنوا الثورة المهدية من الانتشار فيما بعد فوق ربوعه وتخريبها، ونشر ظل الموت عليها؛ لأنه لا يختلف اثنان في أنه لو كانت السكة الحديدية مجتازة جهات السودان، بعد قيام المهدي محمد أحمد، لتمكنت الحكومة المصرية من القضاء على دعوته، ولما نسجت الأيام أكفان حملة هكس باشا، ولا ذهبت روح جوردون ضحية تباطؤ الحكومة الإنجليزية في إرسال النجدات إليه، وتباطؤ (ولسلي) الاضطراري في السير بتلك النجدات إلى الخرطوم لإنقاذه.
17
وتلا انتشار السكك الحديدية، انتشارها العظيم، تشعب مد الأسلاك البرقية في البلاد. (فمحمد علي) كان قد أنشأ ما يقوم مقامها، على ما هي عليه الآن، أبنية مرتفعة ممتدة على خط واحد بين المدن الكبيرة، وبين البناء والبناء من المسافة ما لا يحجب نظر قمة كل منهما من قمة الآخر، وأقام على كل بناء آلة على طريقة (شاپ) تلغرافي حكومة الكنڨنسيون الفرنساوية الرهيبة، ترسل الأنباء إلى آلة البناء التالي؛ وهذه توصلها إلى التي بعدها؛ وهلم جرا.
18
Halaman tidak diketahui