130

============================================================

(20) نهاج القاصدين وتفيد الصادفين فإذا استعذت فاعلم أن الاستعاذة لجأ إلى الله سبحانه، فإذا لم تلجأ إليه ولم تبرح من جزب الشيطان كان كلامك لغوا وتفهم معنى ما تتلو، وأخطر النعم بقلبك عند قولك: الحمد للو [الفاتحة: 2)، ولطفه عند قولك: الرحمن الرحير (الفاتحة: 3) وعظمته عند قولك: ملك يؤم الزين [الفاتحة: 4]، وكذلك في جميع ما تتلو، وقد روينا عن زرارة بن أوفى أنه قرأ في صلاته: فإذا نقر فى الناور (المدثر: 8] فخر ميتا، وما كان ذلك إلا لأنه صور تلك الحال فأثرت عنده التلف.

واستشعر في ركوعك التواضع، وفي سجودك زيادة الذل؛ لأنك وضعت النفس موضعها، ورددت الفرع إلى أصله بالسجود على التراب الذي خلقت منه.

وتفهم معنى الأذكار بالذوق(1) .

واعلم أن أداء الصلاة بهذه الشروط الباطنة سبث لجلاء القلب من الصدأ، وحصول الأنوار فيه التي بها يتلمح عظمة المعبود ويطلع على أسراره، وما يعقلها إلا العالمون، فأما من هو قائم بصورة الصلاة دون معانيها، فإنه لا يطلع على شيء من ذلك بل ينكر وجوده، كما أن الجنين لو كان له عقل لأنكر وهو في مكانه وجود مكان متسع ولو كان للطفل تمييز لأنكر ما يخبر به العقلاء من ملكوت السماوات والأرض.

(1) تحرفت في (ظ) إلى: "الذنوب".

Halaman 130