============================================================
قبل يوم القيامة. والخامس تعلقها به يوم بعث الأجساد وهو أكمل آنواع تعلقها به، إذ لا يقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا شيئا من الفساد.
ال وليس السؤال في البرزخ للروح وحدها، كما قال ابن حزم وغيره، وأفسد منه قول من قال: إنه للبدن بلا روح، والأحاديث الصحيحة ترذ القولين (1) .
ل والحاصل أن أحكام الدنيا على الأبدان والأرواح تبع لها، وأحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبع لها، وأحكام الحشر والنشر على الأرواح والأجساد جميعا.
13 - ومنها: أن الكافر منعم عليه في الدنيا: (وذلك] على رأي القاضي أبي بكر الباقلاني منا وجماعة من أكابر المعتزلة، حيث خوله قوى ظاهرة وباطنة، وجعل له أموالا ممتدة، كما يشير إليه قوله تعالى: ( فأذكروامالآء اللو) [الأعراف: 74]، ويدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"(2)، إلا أن الأشعري قال: إذا كان ذلك الأمر الذي ناله في الدنيا قد حجبه عن الله تعالى فليس بنعمة بل هو نقمة، ويدل عليه قوله تعالى: ({ أيحسبون أنما تمدهر يي من مال ويبنين نارع لهم فى الخيرت بل لا يشعرون} [المؤمنون : 55 - 56] والخلاف لفظي، فإنها نعمة دنيوية ونقمة أخروية، ولذا قال ابن الهمام: الحق آنها في نفسها نعم وإن كانت سبب نقمة.
(1) حديث صؤال القبر رواه البخاري 1338، ومسلم 2870 وغيرهما.
(2) (الدتيا مجن المؤمن) مسلم، زهد 1، الترمذي، زهد 16، ابن ماجه، زهد 3، أحمد 197/3.
Halaman 364