363

============================================================

بأن الله تعالى أضافها إليه بقوله : { قل الروح من أمر رتى} ([الإسراء: 85]، وبقوله: ( ونفتث فيه ين روحى) [الحجر: 29] كما أضاف إليه علمه وسمعه وبصره ويده. وتوقف آخرون. واتفق أهل السنة والجماعة على آنها مخلوقة، وممن نقل الإجماع على ذلك محمد بن نصر المروزي وابن قتيبة وغيرهما رحمهم الله.

واختلف الناس: هل تموت الروح أم لا(1)؟ فقالت طائفة: تموت، لأنها نفس، وكل نفس ذائقة الموت؛ وقال آخرون: لا تموت، لأنها خلقت للبقاء وإنما تموت الأبدان. وقد دل على ذلك الأحاديث الواردة في نعيم الأرواح وعذابها بعد المفارقة إلى أن يرجعها الله في أجسادها.

ثم اعلم أن الروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام: الأول: تعلقها به في بطن الأم جنينا. والثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض. والثالث: تعلقها به في حال النوم، فلها به تعلق اال من وجه ومفارقة من وجه. والرابع: تعلقها به في البرزخ، فإنها وإن فارقته وتجردت عنه فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها إليه التفات البتة، فإنه ورد رذها إليه وقت سلام المسلم عليه، وورد آنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، وهذا الرد إعادة خاصة لا توجب حياة البدن (1) الأرواح لا تموت وأرواح السعداء بأفنية القبور على الصحيح، وأرواح الكفار في سجين، فقد روى سعيد بن المسيب عن سلمان رضي الله عنه (أرواح المذنيين تذهب في برزخ من الأرض، حيث شاءت بين السماء والأرض حتى يردها الله إلى أجسامها) . ذكره الزبيدي على الإحياء 347/8.

Halaman 363