260

Minah Makkiyya

Genre-genre

============================================================

وسلم. فراجعه فإنه نفيس (وشق له) أي: لأجله صلى الله عليه وسلم (البدر) أي: القمر بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين لما كذبه كفار مكة وبالغوا في عناده، فطلبوا منه آية يريها إياهم تدل على صدقه، وهي أن ينشق له القمر نصفين، فسأل ربه، فانشق له كذلك، كما نص عليه القرآن، وتواترت به الأحاديث، كما حققه التاج السبكي وغيره ، وأجمع عليه المفسرون وأهل السنة؛ إعلاما بصدقه في دعواه الرسالة والوحدانية لله تعالى، وأن ما يعبدونه باطل لا يضر ولا ينفع، ولم يقع انشقاقه لغيره صلى الله عليه وسلم، وهو من آمهات معجزاته، لا يكاد يعدلها شيء من آيات الأنبياء؛ لظهوره في ملكوت السماوات، خارجا عن جملة طباع ما في هذذا العالم المركب من الطبائع، فلم يطمع أحد في الوصول إليه بحيلة: وفي رواية ما يوهم تعدد الانشقاق مرتين، وظاهر كلام بعضهم : حكاية الإجماع عليه، للكن رد بأن أحدا من أئمة الحديث لم يجزم بذلك ، وبأن من قال مرتين.. أراد فرقتين كما في رواية(1) ، أو فلقتين كما في أخري (2).

وفي رواية: أن فرقة كانت فوق جبل حراء ، وأخرى كانت أسفله (3)، فرواية : أنه كان بمكة المراد منها : أن ذلك كان وهم بمكة قبل الهجرة ، فلا دليل فيه على أنه صلى الله عليه وسلم كان بمكة ليلته ، وفي رواية لأحمد : فصار فرقتين، فرقة على هلذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل(4)، وفي رواية : أنه قال لهم : 0 أشهدوا".

فقالوا: سحرنا محمد، ثم اتفقوا على أن يسألوا السفار، فجاؤوا من كل جانب، وأخبروا به، فقال بعضهم لبعض : لا يستطيع محمد أن يسحر الناس كلهم (5).

واتكار جمهور الفلاسفة ومن وافقهم من المبتدعة ذلك.. مبنئ على إنكارهم خرق الأجرام العلوية والتيامها، وذلك من جملة كفرهم وتقؤلهم بمقتضى عقولهم معاندين للشرائع فيما وردت به.

(1) أخرجه البخاري (4864) (2) أخرجه مسلم (44/2800) (3) بنحوه عند البخاري (4864)، ومسلم (45/2800) 4) مسند أحمد (81/4) (5) أخرجه البيهقي في " الدلائل*(266/2) وبنحوه الترمذي (3289)، وأحمد (81/4)

Halaman 260