============================================================
وسلم زويت له الأرض؛ آي: جمعت حتى راى مشارقها ومغاربها، وفرق بين من يسعى إلى الأرض ومن تسعى له الأرض: وتسخير الجن. أعطي نبينا أن الله مكنه من شيطان تفلت منه في صلاته، فأراد آن يربطه بسارية، وسخر له الجن حتى أسلموا، ولم يسخروا لسليمان.. إلا في العمل: وعذ الطير من جملة جنوده، وأعجب منه حمامة الغار وعنكبوته، بل هذذا أعجب؛ لأن فيه الحماية من العدد الكثير بالشيء القليل: وعيسى إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى.. أعطي نبينا رد العين إلى محلها بعدما سقطت، فعادت أحسن ما كانت(1)، وذكر الرازي : آنه صلى الله عليه وسلم مسح برصى فشفيت(2)، والبيهقي : أن رجلا قال : لا أؤمن بك حتى تحيي لي ابنتي، فأتى قبرها، فخاطبها فأجابته، وتسبيح الحصى وحنين الجذع أبلغ من تكليم الموتى ؛ لأن هلذا من جنس من يتكلم : وبالجملة فقد آوتي صلى الله عليه وسلم مثلهم وزاد بخصاتص لا تحصى، إعلاما بأنه الممد لهم دائما: وعدل عن (استعاروه) ليصفهم بالفضل؛ آي: هم مع كونهم فضلاء كاملين على شق عن صذره وشق له البذ ومن شزط كل شرط جزاء (شق عن صدره) وفي نسخة: (عن قلبه)، وكل منهما صحيح؛ لأنه شق عن صدره أولا ثم قلبه المرة بعد المرة إلى أن تكرر ذلك الشق أربع مرات أو خمسا، مبالغة في التطهير والتخليص من الأغيار، ولم يحصل لأحد من الكقل نظير ذلك ولا ما يقاربه، وقد مر الكلام على ذلك مستوفى في مبحث رضاعه صلى الله عليه (1) مر تخريج هلذه الأحاديث أول الكتاب في مواضع متفرقة (2) تفسير الرازي (32/ 125- 126).
Halaman 259