============================================================
(السيول) لما أتى به صلى الله عليه وسلم؛ لأن بها الحياة الحسية، { وجعلنا من آلماء كل شي، كما أن ما جاء به الحياة المعنوية، و(الغثاء) لما تخيلوه؛ لأنه أمر حقير لا بقاء له، كما أن الغثاء كذلك ، وفي (ارتاب) و( مريب) جناس الاشتقاق، وفي الختم بالجملة الاستفهامية التذييل، نحو : { وهل ثجرزى إلا الكفور تنبيه: ما قدرته بعد همزة الاستفهام هو رآي الزمخشري ومن تبعه، وهو التحقيق وإن كان هو خلاف ما عليه سيبويه والجمهور، فيقدر في نحو: { أولة يسيروا فى الأرض أمكثوا ولم يسيروا؟ وفي : ( أفلا تعقلوب أتجهلون فلا تعقلون؟ وفي : أير إذا ما وقع} أتكفرون ثم إذا ما وقع آمنتم به ؟ فالهمزة في الكل في محلها الأصلي، والعطف على جملة مقدرة بينها وبين العاطف، محافظة على إقرار حرف العطف على حاله من غير تقديم ولا تأخير، ورد أبي حيان لذلك بأنه تقدير ما لا دليل عليه، وابن هشام بأن فيه تكلفا وأنه غير مطرد.. فيه نظر(1)، بل إليه حاجة، وهي : ان المعنى معه أقوم وأوضح مع رعاية قاعدة الهمزة وحرف العطف، ودعوى عدم اطراده ممنوعة، لأن السياق حيث وجد فيه ذلك يكون قاضيا بذلك المحذوف واعلم: أن الهمزة أصل أدوات الاستفهام، ومن ثم اختصت بجواز حذفها، نحو : هذاري) في المواضع الثلاثة ؛ أي : أهذا ربي (2)؟ وفي : وتلك نفمة تمنها أي: أوتلك نعمة؟ وبأنها ترد لطلب التصور تارة والتصديق أخرى، (وهل) تختص بالثاني، والبقية بالأول، وبأنها تتقدم على العاطف كما هنا تنبيها على أصالتها، والبقية تتأخر عنه، وبأنها تدخل على الشرط، نحو: أفاين مات أو قتل، وعلى الإثبات والنفي.
(1) انظر تفصيل رأي أبي حيان في البحر* (183/1)، وقد ذكر أن الزمخشري رجع عن هنذا القول في بعض تصانيفه، وانظر ما قاله ابن هشام في المغني "(23/1).
(2) ما ذكره الشارح رحمه الله تعالى من آن قوله تعالى، هذا ركي} جملة استفهامية حذفت ممزتها. ذكره أبو حيان في البحر* (166/4) بصيغة التضعيف حيث قال: ( وقيل: هي استفهامية على جهة الإنكار حذف منها الهمزة، كقوله : بسبع رمين الجمر أم بثمان قال ابن الأنباري : وهلذا شاذ؛ لأنه لا يجوز أن يحذف الحرف إلا إذا كان ثم فارق بين الاخبار والاستخبار) 122
Halaman 156