============================================================
لما تقرر آن فيهم من رأى بيت المقدس، فوصفه لهم كما هو مع علمهم بأنه لم يذهب إليه قط .. أوضح آية على صدقه في جميع ما أخبر به من أمر السماء ، ومما أخبرهم به أنه قال لهم : " إن من آية ما أقول لكم : أني مرزت بعير لكم في مكان كذا ، وقذ أضلوا بعيرا لهم فجمعه فلان ، وأن مسيرهم ينزلون بمكان كذا ، ويأتونكم يؤم كذا ، يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان" فلما كان ذلك اليوم.. أشرف الناس ينظرون، حتى إذا كان قريبا من نصف النهار.. أقبلت العير كما وصف صلى الله عليه وسلم(1)، وفي رواية: أخبرهم بقدوم العير يوم الأربعاء، ففي يومه كادت الشمس ان تغرب ولم يقدموا، فدعا الله تعالى فحبس الشمس حتى قدموا كما وصف وعطف على (وافى) قوله: وتحدى فأزتاب كل مريب أو يبقى مع الشيول الفتاء (وتحدى) صلى الله عليه وسلم كفار مكة وغيرهم بما وقع له ليلة الإسراء، وما تقدمه من المعجزات كانشقاق القمر؛ آي : طلب منهم آن يعارضوا ما جاء به شاهدا على نبوته بابداء نظيره، وإلا. كانوا كاذبين مدحوضين (فارتاب) آي: شك وخرس ( كل مريب) فانقطع عن المعارضة ولم يسعه إلا التسليم ، فمنهم من أسلم، ومنهم من مات كافرا : وجحدوا بها وآستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} ، ويلزم من انقطاعهم عن معارضته اتضاح أمره وأنه لم يبق فيه شك ولا ريب، ومن ثم قال منكرا على من بقي عنده من ذلك شك : (1) يتضح ذلك الأمر ويبقى معه ريب؟ لا، بل اتضح وما بقي معه شك أصلا (و )كيف (يبقى مع السيول) حال من قوله : (الغثاء؟) وهو- بضم المعجمة وبالمثلثة -: ما يحمله السيل مما يجف من النبات، فكما أن هلذا الغثاء لا يبقى مع السيل، بل يذهب به ويهلكه في أسرع وقت، فكذلك ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الايات البينات والبراهين الواضحات لا يبقى معه - لولا الخذلان الالهي- شك، بل يذهب ويضمحل في أسرع وقت، فعلم أنه استعار (1) أخرجه البزار (3484)، والبيهقي في " الدلائل" (355/2)، والطبراني في " الكبير" (272
Halaman 155