102

Minah Makkiyya

Genre-genre

============================================================

وتقريره عليه يشعر بأن في الخلق الجبلي والمكتسب.

وصح : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : " أللهم؛ كما حسنت خلقي- أي : بفتح أوله - فحسن خلقي "(1)، وكان يقول في دعاء الافتتاح : " وأهدني لأخسن الأخلاق ، لا يهدي لأخسنها إلا أنت "(2).

ولما اجتمع في نبينا صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال وخصال الجلال والجمال ما لا يحيط به أحد.. أثنى الله تعالى عليه في كتابه العزيز، فقال مؤكدا لذلك بذكر على الاستعلائية: { وإنك لعلى خلقي عظيو، والخلق : ملكة نفسانية تحمل صاحبها على كل جميل، ووصفه بالعظيم مع آن الغالب وصفه بالكريم؛ لأن خلقه لم يقتصر على الكرم المقتضي للسماحة والدمائة (3)، بل يعم صفتي الإنعام والانتقام؛ إذ كان رحيما بالمؤمنين ، شديدا غليظا على غيرهم (والحياء) فيه سجية أيضا على اكمل غاياته، ففي " البخاري" من حديث آبي سعيد : (كان صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء- أي : البكر - في خدرها)(4) وقيد به؛ لأن حياءها فيه أشد؛ لأنه مظنة أن يظفر منها طامع يدخل عليها فيه بشيء، بخلافها بحضرة الناس والحياء بالمد لغة : تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، من الحيا، ولذلك سمي المطر حيا، للكنه مقصور وشرعا: خلق يبعث على اجتناب القبيح ، ومنه التقصير في حق من له حق، ومن ثم صح أنه " لا يأتي إلأ بخير"(5) و أنه " من الإيمان "(1) وجعل منه وإن كان غريزة ؛ (1) أخرجه ابن حبان (959)، والطيالسي في " مسنده" (374)، وأبو يعلى في مسنده " (5075)، والبيهقي في " الشعب 6(8545) (2) آخرجه مسلم (771)، وابن حبان (1771)، وأبو داوود (756)، والترمذي (3421)، والنسائي (130/2)، وأحمد (94/1).

(3) الدماثة: سهولة الخلق: (4) البخاري (3562) 5) أخرجه البخاري (6117)، ومسلم (27)، وأحمد (427/4) (2) أخرجه البخاري (9)، ومسلم (35)، وابن حبان (166)، وأبو داوود (4643) ،

Halaman 102