============================================================
وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ بطنه)(1)، وخبر: (أنه صلى الله عليه وسلم كان يمضي الشهران ولا توقد في آبياته صلى الله عليه وسلم نار، وإنما طعامهم التمر والماء)(2)، وخبر: (أنه مات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين صاعأ من شعير أخذها قوتا لأهله)(3).
(فيه) كل منهما (سجية)- بالسين المهملة- أي: خلق غريزي طبيعي، والاختلاف في كون حسن الخلق غريزة أو مكتسبا.. يتعين أن يكون محله في غيره صلى الله عليه وسلم ، وتمسك من قال : إنه غريزة بالحديث الصحيح : " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم أززاقكم"(4) .
والتحقيق : أن أصول الأخلاق غرائز وملكات في نوع الإنسان، وإنما التفاوت في ثمراتها، وهذا هو الذي به التكليف؛ لأن الغريزي لا تكليف به، لأنه ليس في الطاقة نعم؛ من فيه غريزة منه آعانته على المكتسب حتى يكاد يكون غريزيا فيؤمر بالمجاهدة في الضعيف حتى يقوى، وفي غير المحمود حتى يصير محمودا وقد صح: أنه صلى الله عليه وسلم قال للأشج : " إن فيك لخضلتين يحبهما ألله ؛ الحلم وآلأناة " قال : يا رسول الله ؛ قديما كانا في أو حديثا ؟ قال : "قديما " قال : الحمد لله الذي جبلني على خصلتين يحبهما الله(5)، فترديد السؤال (1) آخرجه مسلم (2977)، وابن حبان (1340)، والترمذي (2372)، وابن ماجه (4146)، وأحمد (24/1). والدقل : هو أردأ ما يكون من التمر.
(2) أخرجه البخاري (2567)، ومسلم (2972)، وابن ماجه (4144)، وأحمد .(182/5) (3) اخرجه البخاري (2916)، وابن حبان (5936)، والنسائي (303/7)، وابن ماجه (2438)، وأحمد (232/1) 4) اخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (275)، وأحمد (287/1)، والحاكم (44712)، والبيهقي في " الشعب " (5524) 5) اخرجه مسلم (17)، وأبو داوود (5183)، والترمذي (2011)، واين ماجه (4187)، وأحمد (205/4).
Halaman 101