فقال بنزق: ومن قال لك إنه لا يحضر؟!
فقلت: وجهك الحلو ... وهربت. وقعد هو يسبني ويشتمني.
ومرت سنون وكانت الحرب الأولى، فصادف أن بت ليلة العيد في ضيعة رفيقي الذي صار الخوري عبد الله، فعزم علي حتى أفطر عنده، فقبلت وقلت في قلبي: ما أسرع ما تمحي إساءات المدرسة، فيلتقي الرفيقان وكأن لم يكن شيء مما كان. وما دخلنا البيت حتى قال كالعاتب المؤنب: ما سمعت القداس.
فسكت، فهز برأسه وقال: الطبخة الطيبة تعرف من العصر. ما تظن أني نسيتك، قلت: ولا أنا.
جئتني داعيا أو واعظا؟ فقال: وصيادا أيضا، أخاطر بالطعم حتى أصطاد السمكة، فقلت: أبشر، لقيت من يأكل الطعم و... فصاح: أوف! وأبدى إشارة من يسد أذنيه، ولكن الضربة لمن سبق ...
كانت شيخة السفرة - الدجاجة - محشوة بالبرغل، وكذلك الشوربا، وليس الذنب ذنب رفيقي الخوري عبد الله، فالرز اختفت آثاره في تلك الحرب، والسعيد من كان عنده برغل، ولكن خبز الخوري كان من الشعير، فوقف يصلي ويسارقني النظر، ولما رآني لم أحرك ساكنا قعد مغيظا محنقا، وقال كالهازل: صلب على الأقل، اذكر اسم الله حتى نعرف أنك بشري ...
فأجبته: الله أجل من أن يذكر على هذا الخبز، هات ملاعق ...
فصرخ كمن لدغته أفعى: ملاعق يا صبي ... أكل الطعم ... ألف صحة وعافية.
24 / 12 / 50
صباحية الناخب
Halaman tidak diketahui