![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_224.png)
إلا حياة ، وهي عرض قائم بجسمه ، واسم النفس والروح يرجع إليه.
ومنهم من يقول : إنه لا بد سوى هذذا العرض من شيء هو الروح ، وهو جسم لطيف في داخل القلب والدماغ يجري إلى سائر البدن في العروق الضوارب ، وأما النفس . . فليس لها مسمى ثالث (1).
ومنهم من يقول : ها هنا أمر ثالث ، وهو موجود قائم بنفسه غير متحيز ، مدبر للروح الذي هو جسم لطيفث ، منبعه القلب ، ومدبر لسائر أعضاء البدن بواسطته .
وانظر كيف اختلف الطريق بهم ، وكيف نشأ هلذا الاختلاف ، فإني أنبهك على أوائله، وإن لم يحتمل الكتاب الخوض في غوائله .
فاعلم : أن الناظر لما نظر إلى النطفة وهي جماد لا يجس ولا يتحرك ، ثم استحال في أطوار الخلق حتى صار يحس ويتحرك ..
~~علم أنه حدث فيه ما لم يكن من الإحساس والحركة الإرادية ، فظن أنه ليس فى هلذا الوجود إلا جسم كان جمادا ، فخلق الله تعالى فيه الإحساس وقدرة الحركة ، فلم يتجدد إذا إلا القدرة والحسن ، وعند ذلك يسمى حيا ، وتجدد له هذا الاسم، فكأن الحياة عبارة عن الإحساس والقدرة فقط .
Halaman 222