135

Miftah Al-Afkar lit-Ta'ahhub li-Dar Al-Qarar

مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار

Genre-genre

وَتَنْسَى الَّتِي فَرْضٌ عَلَيْكَ حِذارُهَا كَأَنَّي أَرَى مِنْكَ التَّبَّرمَ ظَاهِرًا ... مُبِيْنًا إِذَا الأَقْدَارُ حُلَّ اضْطِرَارَهُا هُنَاكَ يَقُولُ المَرْءُ مَن لِي بَأَعْصُرٍ ... مَضَتْ كَانَ مِلْكًا في يَدَيَّ خِيَارُهَا تَنَبَّهْ لِيَومٍ قَدْ أَظَلَّكَ وِرْدُهُ ... عَصِيْبٍ يُوافِي النَّفْسَ فِيْهِ احْتِضَارُهَا تَبَرّا فِيْهِ مِنْكَ كُلُّ مُخَالِطٍ ... وَإِنَّ مِنْ الآمَالِ فِيْهِ انْهِيَارُهَا فَأُوْدِعَتْ في ظَلْمًا ضَنْكٍ مَقَرُّهَا ... يَلُوْحُ عَلَيْهَا لِلْعُيُونِ اغْبِرَارُهَا تُنَادَى فَلا تَدرِي المُنادي مُفْردًا ... وقد حُطَّ عَن وَجْهِ الحَيَاةِ خِمَارُهَا تُنَادَى إِلى يومٍ شَدِيْدٍ مُفَزّعٍ ... وَسَاعةِ حَشْرٍ لَيْسَ يَخْفَي اشْتَهَارُهَا إِذَا حُشرتْ فيه الوُحُوشُ وَجُمّعَتْ ... صَحَائِفُنَا وانْثَالَ فِيْنَا انْتِثَارُهَا وَزُيّنَتِ الجنَّاتُ فِيهِ وأُزْلفَتْ ... وأُذِكيَ مِن نَارِ الجحيمِ اسْتِعَارُهَا وَكُوِّرتِ الشَّمْسُ المُنِيْرةُ بالضُّحَى ... وَأُسْرِعَ مِن زُهْرِ النُجُومِ انْكِدَارُهَا لَقَدْ جَلَّ أَمْرٌ كَانَ مِنه انْتِظَامُهَا ... وَقَدْ عُطِّلَتْ مِن مَالِكِيْهَا عِشَارِهُا فإِمَّا لِدَارٍ لَيْسَ يَفْنَى نَعِيْمُهَا ... وَإِمَّا لِدَارٍ لا يُفَكُّ إِسَارُهَا بِحَضْرَةِ جَبّارٍ رَفِيْقٍ مُعَاقِبٍ ... فَتُحْصَى المَعَاصِي كُبْرُهَا وصِغَارُهَا وَيَنْدَمُ يَوْمَ البَعْثِ جَانِي صِغَارهَا ... وَتُهْلِكَ أَهْلَيْهَا هُنَاكَ كِبَارُهَا سَتُغْبَطُ اَجْسَادٌ وَتَحْيَا نُفُوسُهَا ... إِذَا ما اسْتَوى أَسْرَارُهَا وَجِهَارُهَا وَمَن إِنْ أَلمتْ بِالعُقُولِ رَزِيَّةٌ ... فَلَيْسَ إِلَي حَيٍّ سِواهُ افْتِقَارُهَا تَجِدْ كُلَّ هَذا رَاجِعٌ نَحْوَ خَالِقٍ ... لَهُ مُلْكُهَا مُنْقَادَةً وَائْتِمَارُهَا أَبَانَ لَنَا الآيَاتِ فِي أَنْبِيَائِهِ ... فَأَمْكَنَ بَعْدَ العَجْز فيها اقْتِدَارُهَا فَأَنْطَقَ أَفْواهًا بَأَلْفَاظِ حِكْمَةٍ ... وَمَا حَلها إِثْغَارُهَا وَاتِّغارُهَا وأبرزَ مِن صُمٍّ الحِجَارةِ نَاقَةً ...

1 / 135