وذكر الله تعالى رضاه عنهم في قوله: ﴿﵃﴾ "ولما وصفهم بهذا الوصف أثبت لهم ما يوجب التعظيم" (^١)، "ورضاهم عنه بما أعد لهم من جنات النعيم والنعيم المقيم" (^٢). وقال ابن خويز منداد: "تضمنت هذه الآية تفضيل السابقين إلى كل منقبة من مناقب الشريعة في علم أو دين أو شجاعة أو غير ذلك" (^٣)، فرضا الله ﷾ عن هؤلاء فيه بيان لفضلهم وتميزهم عن غيرهم.
٤ - الآية الرابعة: قوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ (^٤).
قال ابن عباس وسفيان: "هم أصحاب محمد ﷺ اصطفاهم الله لنبيه ﵃ «^٥)، "فلما أمر الله تعالى في هذه الآية رسوله أن يقول: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ فقد عين له هذه الجملة ليقولها يسأل من الله أن يكرم عباده الذين اصطفى بالثناء عليهم في الملأ الأعلى وحسن الذكر؛ إذ قصارى ما يستطيعه الحاضر من جزاء الغائب على حسن صنيعه أن يبتهل إلى الله أن ينفعه بالكرامة" (^٦). "وحقيقة الاصطفاء: افتعال من التصفية، فيكون قد صفاهم من الأكدار، ولا ينقض هذا بما إذا اختلفوا؛ لأن الحق لم يعدهم بألا يختلفوا، وهذا لا يخرجهم من