Sikap Terhadap Metafizik
موقف من الميتافيزيقا
Genre-genre
وللرد على نقده هذا نقول أولا: إننا لا نعرف على وجه الدقة ماذا يعني «بالاستحالة» في عبارته المذكورة؟ إنه يقول عن الإنسان: إنه «يستحيل» أن يقبل شيئا دون أن يرى بفكره كذا وكذا، فماذا يريد بقوله «يستحيل»؟ أليس هو على أحسن الفروض يقرر لنا بعبارته هذه قانونا نفسيا يحدد نوع السلوك الإنساني في مواقف من طراز معين؟ إذا كان الأمر كذلك، فلا «استحالة» هناك؛ لأن القوانين العلمية كلها - والقوانين النفسية بصفة خاصة - احتمالية نتوقع فيها الشذوذ، ولا «استحالة» هناك.
وثانيا لا نعلم أيضا ماذا يريد بقوله في آخر عبارته: إن الإنسان لو قبل شيئا دون أن يكون في الشيء ما يبرر قبوله من صفات في الشيء ذاته، كان قبوله إياه عملا بغير معنى ... لعله يريد أن العمل عندئذ يكون بغير هدف معقول، ونحن نرد على ذلك بقولنا: إنه لا موضع للغرابة أن تكون أعمال الإنسان بغير أهداف «معقولة» أي بغير أهداف يبررها المنطق العقلي؛ لأن كثيرا جدا من أعماله - بل أكثر أعماله - يدفعه إليها شعوره الذي تربى عليه، كشعوره الديني مثلا أو شعوره الأخلاقي إزاء هذا أو ذاك، أضف إلى ذلك أني إذا ما عملت عملا دون أن أفكر بعقلي فيما يحتوي عليه الشيء من صفات «الخير»، فليس يتحتم أن يكون العمل بغير هدف معقول، إذ ما أكثر ما يحققه الإنسان بأعماله من أهداف معقولة، دون أن يكون دافعه إليها ما رآه في الأشياء من صفات إضافية تسمى «بالخير» أو «بالجمال».
وما دمنا قد عرضنا لرأي «سير ديفد رس» فيجمل بنا أن نقول عنه: إنه يفرق بين الجمال والخير، ولا يجعلهما سواء في الذاتية أو الموضوعية، وإن شئت دقة فقل: إنه تذبذب في رأيه بين دفتي كتاب واحد، هو كتابه عن «الصواب والخير»، ففي هذا الكتاب
19
تراه يقول في موضع: إننا نعني بكلمة «جميل» صفة لا تعتمد أبدا على الذات، بل نعني «شيئا موجودا في الشيء نفسه وجودا كاملا، غير معتمد في وجوده على علاقة الشيء بالعقل المدرك له»، ثم تراه هناك يقول نفس هذا القول عن كلمة «خير».
ولكنه في هذا الكتاب نفسه - في موضع آخر منه - يرى رأيا آخر ، إذ يقول: إننا بينما نعني بكلمة «خير» صفة قائمة بذاتها قياما كاملا مستقلا، ترانا نخطئ ونخدع حين نعني مثل هذه الموضوعية نفسها لمعنى كلمة «جميل»، إذ ليس في الأشياء الجميلة جانب مشترك سوى قدرتها على إحداث النشوة الجمالية في نفوس الناس، وهذه النشوة الجمالية متوقفة طبعا على العقول المدركة.
والنظرية الانفعالية التي نقدمها لك الآن وندافع عنها، تسوي بين الخير والجمال في أن كليهما معتمد على الذات المدركة، لا على صفة في الشيء المدرك،
20
فإذا قلت لشخص عن شيء ما «س خير» فأنت في الحقيقة تريد أن تثير فيه ميلا نحو استحسان هذا الشيء، كذلك لو قلت له عن شيء ما إنه جميل، ولا فرق بين الحالتين إلا في نوع الشعور المثار.
والذي يجعل للقيم الأخلاقية والجمالية شيئا من الثبات والدوام عند الناس، هو أنه إذا نشأ شخص على ربط شيء معين بانفعال معين، فمن الصعب تغيير هذا الانفعال بعد ذلك لمجرد أن تطالبه بمثل هذا التغيير.
Halaman tidak diketahui