والمعنى: كأنه مخوف لهجوم عسكر قرب (١) حلوله، ويخشى نزوله، فيقول المنذر: صبحكم ومساكم: أي إما ينزل بكم في الصباح، أو يحل بكم في المساء والرواح. والمعنى: احذروا من أن يصيبكم العذاب في الدنيا، أو في العقبى، والتجئوا إلى طاعة المولى، واستعدوا للموت قبل الموت.
٨ - وعن أُبيِّ ﵁ أن رسول الله ﷺ قرأ يوم الجمعة (براءة) وهو قائم فذكَّرنا بأيام الله. رواه ابن عساكر (٢).
والمعنى: أنه كان يقرأ بعض آيات سورة (براءة) تخويفًا للمنافقين، والمراد بأيام الله: وقائعه التي سبقت في الأيام السالفة، من إنجاء المؤمنين، وإهلاك الكافرين.
٩ - وعن جابر بن سمرة ﵁ قال: من حدثك أن النبي ﷺ كان يخطب على المنبر جالسًا فكذبه، فأنا شهدته كان يخطب قائمًا ثم يجلس ثم يقوم فيخطب أخرى. قلت: فكيف كانت خطبته؟ (قال: كلام يعظ به الناس، ويقرأ آيات من كتاب الله، ثم ينزل، وكانت خطبته قصدًا -أي وسطًا-) (٣)، وصلاته قصدًا بنحو (والشمس وضحاها) و(السماء والطارق). رواه ابن عساكر (٤).
_________
(١) في ع: بهجوم عسكر يقرب.
(٢) لم أجده في تاريخ دمشق، وهو في كنز العمال ٨/ ٣٧٣ - ٣٧٤ مع تتمة معزوًا إلى عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند، وابن ماجه. قال: وهو صحيح.
قلت: انظر المسند ٥/ ١٤٣ (٢١٣١٥) -ومن طريقه رواه الضياء المقدسي في المختارة ٣/ ٣٤٤ (١١٣٩) - وسنن ابن ماجه ١/ ٣٥٢ (١١١١)، وفي مجمع الزوائد ٢/ ١٩٠: (رجاله رجال الصحيح).
(٣) ما بين الهلالين سقط من أ.
(٤) أي بهذا السياق. انظر: تاريخ مدينة دمشق ٥٣/ ٣٣٦، وهو في الكنز ٨/ ٣٧٤ - ٣٧٥.
1 / 50